يسعى العديد من الباحثين لنشر أبحاثهم على المجلات العلمية المحكمة التي لها تصنيف على قاعدة بيانات سكوبس، وبالمناسبة هذا الأمر يعد من أكثر الأمور ذات الجودة الفكرية، فالباحث الطموح لا يكتفي بتسليم البحث للجامعة أو المركز بل إن عملية نشر الأبحاث على مجلة علمية محكمة في قاعدة بيانات سكوبس تعتبر عملية جوهرية معرفية، وهنا تكثر التساؤلات عن طبيعة وكيفية عملية نشر الأبحاث على مجلات قاعدة بيانات سكوبس، وفي هذا السياق سنتوقف على التعريف الخاص بقاعدة بيانات سكوبس ومن ثم ننتقل لنرى كيفية نشر الأبحاث على مجلات قاعدة بيانات سكوبس…. .
لا يعرف الكثير من الباحثين ماذا تعني مجلات قاعدة بيانات سكوبس، ولعل هذا الأمر يرجع إلى عدم وجود تعريف بهذه المجلات في المساقات الأكاديمية، ولكن علم الباحثين بهذه المجلات لابد وأن يكون لأنهم سيسعون لنشر أبحاثهم وبالتالي سيجدون أن من أكثر محاور الكفاءة في عملية نشر الأبحاث هي المجلات المصنفة على قاعدة بيانات سكوبس.
بداية نعرف المجلة العلمية المحكمة ومن ثم ننتقل لتعريف قاعدة بيانات سكوبس لنصل لتعريف المجلة التي لها تصنيف على قاعدة بيانات سكوبس، حيث أن المجلة العلمية المحكمة هي عبارة عن وسائط تقوم بتنفيذ عملية نشر الأبحاث بعد إتمام تحكيم هذه الأبحاث وفقاً لسياسات تحريرية خاصة، وهي عبارة عن دوريات تصدر بشكل منتظم.
وأما قاعدة بيانات سكوبس فهي قاعدة بيانات إلكترونية ضخمة للغاية تضم الملايين من المعلومات التعريفية والمحتوى المنشور على المجلات العلمية المحكمة. وهي بمثابة فهرس مضبوط للمجلات العلمية المحكمة.
والآن، يمكن القول بأن المجلات العلمية المحكمة في قاعدة بيانات سكوبس هي تلك المجلات التي لها ترتيب وذكر على قاعدة بيانات سكوبس. بحيث يسهل الوصول إلى هذه المجلات من خلال سكوبس والتعريف بها وتنافسها في الترتيب ومعامل التأثير على قاعدة بيانات سكوبس.
وقبل الانتقال إلى فقرات هذا المقال، لابد من ذكر النقاط التالية:
- قاعدة بيانات سكوبس تعتبر أكبر قاعدة معلوماتية حول مضامين المجلات العلمية المحكمة حول العالم.
- تعتمد قاعدة بيانات سكوبس على أساليب علمية في ترتيب المجلات من ناحية الكفاءة، أبرزها معامل التأثير.
- تشمل سكوبس على المجلات من مختلف دول العالم وليست مقتصرة على عدد من الدول أو لغات محددة.
من أهم الخدمات التي تقدمها قاعدة بيانات سكوبس هي إمكانية البحث عن مجلات داخلها. وهنا يُطرح التساؤل ما الذي نبحث عنه في قاعدة بيانات سكوبس عن المجلات؟
حيث يمكنك الحصول على المعلومات التالية عن المجلات العلمية المحكمة من خلال البحث في سكوبس:
- تقدم سكوبس معلومات تعريفية بالمجلات العلمية المحكمة، هذه المعلومات تشمل طبيعة المحتوى و كذلك التخصصات التي تقوم المجلات بنشر الأبحاث ضمنها.
- معلومات الاتصال والتواصل بين الباحث والمجلة العلمية المحكمة، ومن أهمها البريد الإلكتروني.
- معلومات التصنيف و كذلك معامل التأثير والتي يعرف من خلالها جودة المجلات العلمية المحكمة.
وتتم عملية البحث عن المجلات العلمية المحكمة في قاعدة بيانات سكوبس من خلال عدة محددات وهي:
- البحث عن المجلة العلمية المحكمة وفقاً للدولة التي تصدر فيها هذه المجلة.
- للمجلة العلمية المحكمة تخصصات تقوم بنشر الأبحاث وفقاً لها، على سبيل المثال نجد مجلة علمية محكمة متخصصة فقط بعملية نشر الأبحاث في علم النفس، و كذلك نجد مجلة علمية محكمة تنشر الأبحاث في تخصصات متعددة.
- البحث حسب اللغة التي تنشر بها المجلة العلمية المحكمة الأبحاث.
- وفقاً للترتيب على معامل التأثير يمكنك البحث عن المجلة العلمية المحكمة التي لها تصنيف متقدم بالنسبة لمعامل التأثير.
وعملية البحث عن المجلات العلمية المحكمة في سكوبس تتم من خلال خطوات بسيطة جداً:
- ستجد في أعلى صفحة سكوبس أيقونة البحث.
- ستضغط على هذه الأيقونة، ومن ثم تختار آلية البحث التي أوردناها قبل قليل.
- بعد ذلك ستظهر لك كافة المجلات العلمية المحكمة التي تتطابق مع آلية البحث التي حددتها.
تتم عملية نشر الأبحاث على مجلة علمية محكمة مصنفة في قاعدة بيانات سكوبس، وفقاً لخطوات عديدة، وهذه الخطوات هي:
- ستذهب أولاً للبحث عن المجلات العلمية المحكمة التي لها ترتيب وتصنيف على قاعدة بيانات سكوبس. وذلك وفقاً للطريقة التي أوضحناها في الفقرة السابقة من هذا المقال.
- بعد اختيارك للمجلة التي ستقوم بالنشر عليها، ستذهب إلى قائمة التعريف بهذه المجلة، وستجد هذا التعريف موجوداً على سكوبس.
- ومن ضمن معلومات التعريف ستجد البريد الإلكتروني الخاص بالمجلة والذي ستتواصل من خلاله مع المجلة العلمية المحكمة.
- هذا هو المفهوم العام لعملية نشر الأبحاث على مجلات علمية محكمة مصنفة على قاعدة بيانات سكوبس.
تختلف كل مجلة عن الأخرى في المميزات والخصائص. وفي عملية نشر الأبحاث لابد أن تختار المجلة الأكثر كفاءة ومناسبة لتلبية أهداف النشر. ومن أهم هذه المعايير التي تساعد في اختيار المجلة ذات الكفاءة هي:
- أنظر إلى سياسة النشر وسياسة التحرير في المجلة، وقارنها بالمحتوى الذي تريد نشره عليها. والمجلة التي تكون أكثر موافقة في سياستها التحريرية و كذلك سياسة النشر. مع ما هو موجود في المحتوى الذي أعددته تكون الأكثر مناسبة للنشر.
- دائماً اختيار المجلة المتخصصة قبل أي مجلة أخرى، لأن المجلة المتخصصة يكون لها ميزة الجمهور المتخصص، وهذا يعني زيادة فرصة تحقيق أهداف البحث المراد نشره.
- دورية الصدور وسرعة الرد على طلب النشر، تعتبر من المعايير الهامة في نشر الأبحاث على مجلة مصنفة على سكوبس، على سبيل المثال المجلة التي تصدر كل شهر سيكون الرد أسرع وسيكون النشر أسرع من المجلة التي تصدر بشكل سنوي.
- معامل التأثير الموجود في تصنيف سكوبس، يعبر إلى حد كبير عن جودة المجلة، ولهذا كلما كانت المجلة لها معامل تأثير متقدم كلما كان اختيارها أفضل من غيرها.
- التكاليف المالية التي قد تطلبها المجلة مقابل خدمة النشر، و كذلك ما إذا كانت المجلة تقدم خدمة النشر بشكل مجاني أم بشكل مدفوع الأجر.
- الكثير من الباحثين ينشرون مضامينهم بهدف الحصول على درجات أكاديمية، وهنا لابد أن تكون المجلة المختارة معترف بها من قبل الجامعة التي يسعى الباحث للحصول على درجة أكاديمية منها.
لابد من إدراك أن المجلة العلمية المحكمة التي لها تصنيف على سكوبس، تكون أكثر كفاءة وجودة من غيرها، وهذا يرجع إلى عدة أسباب من أهمها:
- المجلات المصنفة على سكوبس تكون في الغالب معترف بها من الجامعات العالمية.
- لا وجود لمجلة غير محكمة في تصنيف قاعدة بيانات سكوبس.
- معامل التأثير وأساليب تصنيف الجودة الأخرى التي تعتمدها سكوبس، تجل من المجلة المصنفة عليها تدخل إطار المنافسة المحلية و كذلك الإقليمية والعالمية.
- المجلة التي لها تصنيف على قاعدة بيانات سكوبس تكون مجلة مسجلة في وزارات التعليم و كذلك الهيئات الرسمية.
- دورية الصدور وانتظامها من شروط دخول المجلة في تصنيف سكوبس، وبهذا تكون المجلة ذات محتوى معرفي واسع.
عملية نشر الأبحاث على مجلة مصنفة في قاعدة بيانات تعكس العديد من الفوائد، ومن أهم هذه الفوائد:
- قاعدة بيانات سكوبس تجعل المجلة سهلة الوصول إليها، بالتالي المضامين المنشورة عليها تكون أكثر انتشاراً.
- و كذلك الباحث الذي ينشر المضامين على مجلات مصنفة في قاعدة بيانات سكوبس، يكتسب اسمه انتشاراً أكبر من النشر على مجلة غير مصنفة في سكوبس.
- تخضع المضامين لعملية تحكيم دقيقة قبل نشرها، وهذا يعني الحصول على مراجع علمية ذات جودة معرفية عالية.
- لسكوبس مساحة تخزينية وأرشيف كبير، هذا الأرشيف يمكن الرجوع في أي وقت، بالتالي يمكن تظل المادة المنشورة موجودة على الشبكة العنكبوتية لفترات طويلة.
يقع بعض الباحثين في أخطاء عديدة أثناء عملية النشر على مجلة مصنفة في سكوبس ومن أكثر هذه الأخطاء:
- عدم الاختيار المناسب للمجلة نفسها، إذ أن عملية النشر تتطلب اختيار المجلة بشكل دقيق. وهذا ما أوردناه في فقرة سابقة من هذا المقال.
- عدم الانتباه لتخصص المجلة، إذ أن كل مجلة علمية محكمة لها تخصصات تنشر وفقها المضامين.
- معاملات التأثير ليست ثابتة وتتغير بين الفترة والأخرى، ولهذا قد يبني بعض الباحثين فكرة عن مجلة ما بأن لها معامل تأثير متقدم، والحقيقة تكون أن معامل التأثير تراجع في الفترة الأخيرة، ولهذا يلزم معرفة معامل التأثير مباشرة قبل النشر.
من أكثر ما يميز سكوبس أنها قاعدة بيانات عالمية، بمعنى أنها تغطي كافة أرجاء العالم بلا استثناء، وهذا يعني أنها ستكون عبارة عن قاعدة بيانات تجمع المجلات المحلية والإقليمية والدولية، و كذلك الأمر بالنسبة للغات سنجد أن أغلب اللغات العالمية تتوافر في قاعدة بيانات سكوبس، فالبحث عن أي مجلة حول العالم معترف بها ولها كينونتها الرسمية، ستجدها على قاعدة بيانات سكوبس مهما اختلفت المنطقة الجغرافية واللغة المستخدمة.
ولكن هنا لابد من القول بأن قاعدة بيانات سكوبس تهتم بشكل أساسي باللغة الإنجليزية ومنطقة قارة أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط، أكثر من المجلات الأخرى، فعلى سبيل المثال نجد هناك قصور في نشر المجلات باللغة الأورغية واللغة الفارسية.
ليست كل المجلات تجد لها تصنيف على قاعدة بيانات سكوبس. فالمجلة المصنفة على سكوبس تكون مجلة ذات مميزات محددة. ولهذا المجلة المصنفة في سكوبس لابد أن تكون كما يلي:
أولاً: الاعتراف بالمجلة من الجهات الرسمية تعتبر من الشروط الأساسية للتصنيف. ولهذا نجد أن المجلات التي يغلب عليها الطابع التجاري الغير مصنفة في وزارات الثقافة لا يتم تصنيفها في سكوبس.
ثانياً: الدورية تعتبر من شروط التصنيف، فانتظام الصدور للمجلة يؤهلها لتدخل التصنيف في قاعدة بيانات سكوبس. وكثير من المجلات تفقد تصنيفها جراء عدم تسلسل دورية الصدور. على سبيل المثال نجد مجلة صدرت بشكل شهري ثم تأخرت ما يقارب النصف عام قبل أن تعود للصدور، فيتم شطب تصنيفها باعتبارها متوقفة عن الصدور.
ثالثاً: معامل التأثير يعتبر من أساسيات التصنيف. ولكن ليس أن يكون للمجلة معامل تأثير متقدم، بل بأن تكون المجلة تقدم المضامين التي يمكن للباحثين الاقتباس منها فقط.