تعد الأوراق العلمية البحثية من أهم وأبرز الأدوات التي يمكن أن يستخدمها الباحث العلمي ويوظفها بغرض إيصال ماهية أفكاره وطبيعة نظرياته وماهية اكتشافاته فيما يتعلق بمجال من أحد المجالات البحثية المعرفية والإنسانية، والسعي لتقاسمها مع عدد من الباحثين الآخرين المهتمين والمختصين في ذات المجال، كما أنه لا بد من الإشارة إلى وجود جزء كبير من الطريق والمسار العلمي وكذلك من المسار المهني الخاص بالطالب أو المتعلق بالأستاذ الباحث والذي يتم تأسيسه عن طريق ماهية إنتاجاته البحثية والعلمية، والتي بدورها تعتبر الأوراق العلمية البحثية إحدى أهم وأبرز ركائزها، وعلى وجه التخصيص التي تحصل على موافقة عملية النشر في إحدى المجلات البحثية العلمية الرصينة والمحكمة، وذلك يعتبر وسيلة قد يلجأ إليها العديد من الباحثين لإضفاء نوع من المصداقية على محتوى أبحاثهم ودراساتهم، وذلك بالأخذ بعين الاعتبار لما لهذه المجلات من سمعة وكذلك لما لها من موثوقية كبيرة، وكذلك بسبب الانتشار الواسع في مختلف المضامير والأوساط البحثية العلمية.
الدافع الرئيسي الذي يجعل الباحث يرغب بنشر البحث العلمي الخاص به في مجلات بحثية علمية رصينة
إن الدافع الأساسي والرئيسي وراء سعي الباحث للحصول على موافقة لنشر المحتوى البحثي والعلمي الخاص به هو لما تضمنه هذه المجلات العلمية البحثية المحكمة للباحث من إمكانية استهداف جمهور يغلب عليه الطابع العلمي المتخصص، وكذلك لضمان انتشار أعماله وإنتاجاته العلمية البحثية المحكمة بين المهتمين والقراء في ذات المجال والاهتمام البحثي، وكذلك لتحفيزهم للاستعانة به واستخدامهم في متن المحتوى الخاص بأبحاثهم العلمية ودراستاهم البحثية، وبالإضافة إلى اعتبار أن عملية النشر في أعداد المجلات العلمية البحثية المحكمة والرصينة وسيلة ناجحة وضرورة لعملية توثيق البحوث والدراسات العلمية، وبالتأكيد لحماية الباحث وحفظ حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالباحث.
الدافع والمبدأ الأساسي الذي تقف عليه المجلات البحثية العلمية الرصينة في منح قرار القبول أو الرفض لنشر المحتوى البحثي
يعتبر مبدأ المصداقية وكذلك الوثوقية التي تتمتع بها المجلات البحثية العلمية الرصينة أساس وركيزة يتم الاعتماد عليها لمنح قرارات القبول والرفض للنشر في المجلة البحثية، ولذلك تسعى المجلات البحثية العلمية الرصينة إلى سبل الدقة والصرامة البحثية العلمية، وكذلك اعتماد واتباع نظام تصفية متنوع المستويات ومتعدد المعايير ليتم على أساسها قبول نشر المحتوى البحثي للأوراق البحثية العلمية التي يتم إرسالها لها من قبل الباحثين، وتقوم المجلات البحثية العلمية الرصينة على تجنيد وتخصيص لجان مختصة لتحقيق هذه الغاية وتكون هذه اللجان من أعلى المستويات البحثية العلمية، وكذلك توفر هذه المجلات البحثية العلمية الرصينة مجموعة من الأدوات التقنية اللازمة والضرورية للتحقق من مستوى أصالة البحوث، وكذلك للتأكد من سلامة المحتوى اللغوي والنحوي، وكذلك غيرها العديد من الأدوات والتقنيات التي تضمن مستوى جودة وأصالة لما يتم نشره على مواقعها وصفحاتها، وبذلك يمكن للمجلات البحثية العلمية الرصينة أن تحافظ على سمعتها في داخل الأوساط البحثية والعملية.
هل يعتبر قرار الرفض لنشر المحتوى البحثي نهاية المطاف للعملية البحثية التي قد بذل الباحث جهداً فيها؟
يعتبر قرار الرفض إشارة إلى الباحث أن العمل البحثي الخاص به يحتاج إلى تعديل ليتم قبوله للنشر في المجلات البحثية العلمية الرصينة وكذلك إشارة إلى الباحث لكون المحتوى البحثي لا يتوافق مع المجلة البحثية الرصينة المقدم فيها ويحتاج للبحث عن مجلة أخرى، ولكن في هذا السياق لا يمكن اعتبار العملية البحثية تنتهي بمجرد قرار الرفض، ولكن بداية من هذا القرار يتوجب على الباحث أن يبحث ويتعرف على ماهية أسباب الرفض وأن يسعى لحلها والتقدم للمجلة لإتمام عملية النشر والحصول على موافقة للقبول لنشر المحتوى العلمي البحثي الخاص به.
ماهية المحددات التي تقف في سبيل تحويل القرار من رفض إلى قبول النشر في المجلات البحثية العلمية الرصينة
إن التقدم بإرسال البحث للمجلة البحثية العلمية الرصينة يتطلب من الباحث بذل جهد كبير ليصل إلى مبتغاه وليحقق قرار القبول للنشر في المجلة البحثية العلمية الرصينة، ولكن إذا وقع الباحث في قرار الرفض هذا لا يعني أنه لا سبيل ولا مجال لإمكانية التقدم لإحراز قرار القبول للنشر، وهذا الأمر بدوره يترتب على ماهية الأسباب التي أدت إلى رفض قرار النشر للمحتوى البحثي، ففي عدد من الحالات التي يحرز فيها الباحث قرار الرفض بالنشر يمكن للباحث أن يجري التعديلات التي تكون خفيفة وبسيطة ولا تمنع من إعادة تقدم البحث للمجلة للحصول على قبول النشر فيها، وفي حالات أخرى قد لا يتم قبول البحث لإجراء النشر له وذلك بسبب وجود خلل بحثي وعلمي كبير لا يمكن للباحث أن يجري تعديل عليه مما لا يسمح له بإعادة إرسال البحث للمجلة لنشره وذلك كأن يكون البحث لا يقدم أي قيمة علمية أو بحثية جديدة أو أن يكون البحث نسخ لمحتوى بحثي آخر، أو عدم وجود أي علاقة أو ارتباط بين محتوى البحث المراد نشره وبين أهداف واهتمامات المجلة البحثية العلمية الرصينة.
الخاتمة
يتوجب على الباحث العلمي الدؤوب أن يكون على مستوى جيد وكبير من الاهتمام والصبر وذلك لأن عملية النشر للمحتوى البحثي العلمي تتطلب من الباحث بذل جهود كبيرة وجبارة وأن يكون ذو عزم كبير على تحقيق أهدافه المنشودة وأن يصل ببحثه إلى بر الأمان في مجال وسبيل نشر المحتوى البحثي الخاص به بأفضل صورة وآلية ممكنة.