مخلاف عسير في الجاهلية والعصر الإسلامي المبكر.

للباحث: صالح بن ناصر بن علي الحمادي، مستشار جمعية الأطفال المعوقين، المملكة العربية السعودية.

إن المهتم بالجوانب التاريخية لبلاد عسير يلاحظ قصورًا كبيرًا من الباحثين والدارسين وإن كانت أمهات الكتب التاريخية قد منحتها جزءاً يسيراً من مكانتها خاصةً سيرة ابن هشام ، وكتاب الطبري ، و محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبدالله (ابن القيم الجوزية) ، وبعض الأكاديميين السعوديين والرحالة ، وتعتبر قبائل الأزد "أسد" عسير مركزاً هاماً وكبيراً بين القبائل العربية في الجاهلية وكانت تسمى بقبائل (أزد شنوءة) ويطلق عليهم الأزد والأسد سواء.

عندما علم أزد بلاد عسير  بأخبار انتشار الإسلام والفتوحات الإسلامية، وفي أعقاب عودة بعض الوفود التي قابلت الرسول شكلوا وفداً من خيارهم بقيادة الصحابي الجليل صرد بن عبد الله الأزدي رضي الله عنه في السنة العاشرة من الهجرة ، حيث أعلنوا البيعة ودخولهم الإسلام، وقد أمرّه عليه الصلاة والسلام على بلاد عسير، وأوصاه بالجهاد فكانت أول معركة جهادية إسلامية لقبائل أزد عسير بقيادة الصحابي الجليل صرد بن عبد الله في مواجهة كفار عاصمتهم مدينة جرش.

وقد استمر صرد بن عبد الله - رضي الله عنه - الذي وتوفي  68 للهجرة والياً لإقليم جرش (عسير حاليا)،  وحتى وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم-  ، ثم تولى إمارة بلاد عسير عبد الله بن ثور الأزدي في خلافة أبو بكر الصديق - رضي الله عنهما ، وقد طلب منه أبو بكر أن يمده بالرجال المقاتلين لقتال المرتدين باليمامة وقد فعل , وذلك لما تميز به الأزد عن غيرهم من قوة ، وشجاعة ، وبسالة ، وإخلاص، واستمر ابن ثور في ولايته أيام الفاروق، ثم الخليفة عثمان بن عفان.


نداء للسادة الباحثين لطلب نشر الأبحاث في المجلة العلمية.

-->