تعتبر المجلات العربية ذات معامل التأثير المتقدم من أكثر المجلات انتشاراً حول العالم لا فقط في الوطن العربي، وذلك لأن المجلات العربية ذات معامل التأثير المتقدم يكون لها تصنيف ثابت على قواعد البيانات، و كذلك تأخذ هذه المجلات صفة الجودة.
وباعتبار أن الوطن العربي هو محط أنظار العديد من الباحثين سواء العرب أو الأجانب فإن المجلات العربي ذات معامل التأثير تعتبر من المراجع والمصادر الأساسية التي يستقي منها الباحثون المعلومات، وحول المجلات العربية ذات معامل التأثير سنقوم بوضع العديد من المحددات المرتبطة بها نعرض عدداً من أهم أسماء هذه المجلات… فأكمل القراءة.
هذه المجلات لها خصوصيتها التعريفية، والتي من خلالها يمكن إدراك الصورة المبدئية عنها، حيث أنها عبارة عن مجلات صادرة من الوطن العربي سواء كانت باللغة العربية أم غيرها من اللغات ويكون لها معامل تأثير متقدم، حيث أن معامل التأثير يبين مدى نسبة استشهاد الباحثين من المواد التي تنشرها المجلة في فترة زمنية محددة، ومن هنا يتضح لنا مجموعة من الأمور المرتبطة بمعامل التأثير نذكرها في هذه النقاط:
- نسبة الاستشهاد: وهي المقصود بها الاقتباسات التي يأخذها الباحثين الآخرين. وبمعنى آخر هي بعض المراجع التي يأخذ منها الباحثون المعلومات لتدعيم مضمون دراساتهم.
- المواد المنشورة: وهي كافة المضامين التي تنشرها المجلة من أبحاث وغيرها في فترة زمنية محددة.
- فترة زمنية محددة: حيث أن معامل التأثير غير ثابت بل متغير من فترة لأخرى. وتتم عملية حسابه باعتبار فترة زمنية محددة. وفي الغالب يكون حساب معامل التأثير في كل عام بالنسبة للمجلات ذات الصدور الأسبوعي والشهري. وكل ثلاث سنوات بالنسبة للمجلات الربع والنصف حولية والحولية.
من خلال الطرح السابق يتضح لنا أن معامل التأثير يأتي ضمن معدلة حسابية يتم فيها قسمة نسبة الاستشهادات على كمية المواد المنشورة على المجلة في فترة زمنية محددة ومن ثم ضربها ب100%.
هناك برامج تقوم بعملية حساب معامل التأثير بشكل الكتروني تمتلكها قواعد البيانات الضخمة مثل سكوبس.
تتميز المجلات التي لها معامل تأثير متقدم عن غيرها من المجلات الأخرى بالعديد من المميزات التي تجعلها ذات جودة أعلى. وهذه المميزات تأتي بناءاً على أهمية معامل التأثير بالنسبة للمجلات. فالمجلة التي لها معامل تأثير متقدم يكون لها خصوصية وجودة متقدمة، ومن أهم هذه المميزات ما يلي:
- تتميز المجلات العربية ذات معامل التأثير المتقدم بأن لها جمهور عريض، وحيث أن هذا الاقتباسات من هذه المجلات يؤكد متابعة المجلة من قبل عدد كبير من الباحثين والقراء.
- من البديهي إدراك أن المضامين التي لا تكون مفيدة أو ليست على قدر كبيرة من الجودة لا يمكن أن يقتبس منها الباحثون الآخرون، وهذا يعني أن المجلات ذات معامل التأثير المتقدم تعتبر ذات محتوى علمي ومعرفي عالي الجودة.
- يكون للمجلات ذات معامل التأثير المتقدم تصنيف في المراتب الأولى على قاعدة بيانات سكوبس. وهذا يعني سهولة الوصول إليها من قبل الباحثين.
- معامل التأثير المتقدم يجعل المجلة محط اهتمام من الباحثين من ناحية ومن المجلات الأخرى من ناحية أخرى. وذلك لأن معامل التأثير يعتبر من محددات التنافس بين المجلات.
- المحكمين الأكاديميين يطمحون ليكونوا ضمن لجان التحكيم في المجلات العربية التي لها معامل تأثير متقدم، وذلك لأنهم يعتبرون هذا من ناحية الفخر، و كذلك يعتبرون المواد التي يتم تحكيمها ذات خصوصية من ناحية الكفاءة العلمية.
- المجلات العربية بحاجة إلى أن تصل إلى العالمية، وطريق هذه المجلات للعالمية لا يكون إلا بوجود معامل تأثير متقدم.
لابد للباحث الطموح الذي يريد التميز أن ينشر أبحاثه على مجلة لها معامل تأثير متقدم، ويأتي هنا التساؤل بكيفية معرفة هل للمجلة معامل تأثير أم لا وكم مقدار هذا المعامل؟، والطريق الأقصر الذي يوفر هذا المطلب هو قاعدة بيانات سكوبس، حيث توفر قاعدة بيانات سكوبس معلومات مفصلة وهامة عن معامل التأثير، وتعتبر سكوبس الكاشف المباشر عن معامل التأثير للمجلة، و كذلك تتوافر المعلومات حول معامل التأثير على قواعد بيانات أخرى غير سكوبس، و كذلك تعمد العديد من المجلات لإظهار معامل التأثير على غلافها، ومن الصعب أن يتم حساب معامل التأثير بشكل شخصي، وذلك لأن هذا بحاجة إلى وجود برامج متقدمة تتمكن من مطابقة الاقتباسات وحساب عدد كلمات المحتوى، وفي ختام هذه الفقرة نقول أن سكوبس هي المعتمد الأول لمعرفة معامل التأثير للمجلة، وإذا لم يكن للمجلة تصنيف على سكوبس فيُنصح بالنظر في النشر عليها لأن المجلات المصنفة على سكوبس تكون ذات جودة أعلى.
كما أسلفنا بأن معامل التأثير ليس ثابتاً بل متغير من فينة لأخرى حتى وإن حافظ على قيمته لفترات طويلة، وذلك لأن هناك العديد من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر في رفع وخفض قيمة معامل التأثير، وهذا ما يفسر وجود مجلات كانت قبل سنين بمعامل تأثير مرتفع وأصبحت اليوم لها معامل تأثير منخفض، و كذلك كم من مجلة كان معامل تأثيرها منخفض الآن أصبحت ضمن الخمس مجلات الأولى في معامل التأثير ضمن تخصصات معينة، وفيما يلي نضع عدداً من هذه المؤثرات:
أولاً: انتشار المجلة بين أوساط الجماهير، و كذلك انتشار المجلة على بقعة جغرافية، على سبيل المثال المجلات الدولية يكون لها معامل تأثير أكبر من المجلات المحلية.
ثانياً: زيادة الكفاءة بالمضامين التي تنشرها المجلة من الناحية المعرفية والقيمة العلمية، يجعل معامل التأثير يتقدم، وذلك لأن الباحثين يريدون الحصول على معلومات مفيدة ليقتبسوها ويضعوها في دراساتهم.
ثالثاً: جودة التحرير والاخراج للمضامين التي تنشرها المجلات تعتبر من معايير زيادة معامل التأثير. وذلك لأنها تعتبر من معايير جودة المضامين نفسها.
رابعاً: المصداقية تعتبر من أساسيات الاستشهاد. وبالتالي كلما اهتمت المجلة بالتأكد من صدق المعلومات وسلامتها كلما زادت نسبة الاستشهادات وبالتالي زيادة معامل التأثير.
خامساً: المعلومات النادرة تعتبر من المضامين التي يكثر الطلب عليها. والمجلة التي تهتم بنشر هذه المعلومات يكون لها معامل تأثير متقدم، وذلك أشبه بالشيء الحصري.
سادساً: دورية الصدور تحكم بشكل كبير معامل التأثير، فانتظام الصدور فضلاً عن قصر فترة الصدور تزيد من معامل التأثير، على سبيل المثال المجلات الأسبوعية غالباً ما تكون ذات معامل أكبر من المجلات الشهرية.
سابعاً: السرقة العلمية تعتبر من الأمور التي تنسف معامل التأثير، فالمجلة التي يثبت فيها السرقة العلمية تصبح مهملة من قبل الباحثين ولا يتم الاقتباس منها.
ثامناً: التصنيف الرسمي isi يعتبر من الأساسيات بالنسبة للمجلات للحصول على معامل تأثير.
تاسعاً: عملية التحكيم وجودتها تؤثر على معامل التأثير، فكلما كان التحكيم ذو كفاءة كلما زاد الاقبال على المجلة وبالتالي ارتفاع معامل التأثير.
من الجيد أن هناك تصنيف كبير خاص بالمجلات العربية ذات معامل التأثير المتقدم. وهذا التصنيف يرقى ببعض المجلات للمنافسة العالمية. وهذا خلاف السائد لدى البعض بأن المجلات العربية لا يمكنها منافسة المجلات الأجنبية. وهنا نلفت الانتباه أن المجلات العربية ذات معامل التأثير يصنف الكثير منها بأنها مجلات دولية. وفيما يلي نعرض عدداً منها:
أولاً: المجلة الأكاديمية للأبحاث والنشر العلمي(AJRSP):
من المجلات المميزة والتي لها معامل تأثير متقدم. وتعتبر هذه المجلة من المجلات التي لا تنشر إلا المضامين الفريدة التي تستوفي فيها كافة معايير الجودة البحثية. وتأخذ هذه المجلة صفة النشر العالمي. وتأتي دورية صدورها مطلع كل شهر ميلادي، و كذلك تعتبر هذه المجلة ذات لجان تحكيم متخصصة وأكاديمية.
ثانياً: مجلة العلوم الإنسانية العربية:
من المجلات العربية ذات معامل التأثير المتقدم، ولعل السبب وراء معامل التأثير المتقدم لهذه المجلة هو شمولها على النشر في التخصصات الإنسانية بشكل عام، ففي هذه المجلة ستجد مضامين تتحدث عن التاريخ وأخرى عن الفلسفة وأخرى عن الأدب وغيرها الكثير الكثير من التخصصات الإنسانية، وتصدر هذه المجلة كل ثلاث شهور، و كذلك تتميز بقوة محتواها وكثرة جمهورها.
ثالثاً: مجلة جامعة الملك سعود:
تصدر هذه المجلة عن جامعة الملك السعود في المملكة العربية السعودية، وتصدر باللغتين العربية والإنجليزية، وتهتم بشكل كبير بعملية التحكيم من قبل محكمين أكاديميين لهم باع طويل في التحكيم، وتتميز أيضاً بأنها واسعة الانتشار.
رابعاً: المجلة الأردنية التطبيقية:
تصدرها جامعة العلوم التطبيقية في الأردن، وتصدر هذه المجلة مرتين فقط في العام الواحد، وتعتبر من المجلات التي يتم اقتباس الكثير من المعلومات منها نظراً لكونها تنشر المعلومات بعد تنقيحها، وهذا ما يجعل لها معامل تأثير متقدم، ونجحت هذه المجلة في الوصول إلى عدد كبير من الباحثين والقراء.
خامساً: المجلة الشرعية الأزهرية:
يكفي القول بأن هذه المجلة تصدر عن الأزهر الشريف في جمهورية مصر عربية. حيث منبع العلوم الشرعية في العصر الحديث. ومن الجدير بالذكر أن هذه المجلة الموقرة استطاعت الحفاظ لفترة طويلة على معامل متقدم.
نبدأ هذه الفقرة بالقول بأن شروط النشر في مجلة لها معامل تأثير لا يختلف عن شروط النشر في مجلة ليس لها معامل تأثير. و كذلك فإن معامل شروط النشر تختلف من مجلة إلى مجلة أخرى. وبهذا يمكننا أن نحصر شروط النشر على المجلات بشكل عام في النقاط التالية:
أولاً: لابد أن تكون المادة المراد نشرها موافقة لسياسة النشر في المجلة. وسياسة النشر هذه من أهم وجوهها عدد الصفحات بالنسبة للحد الأدنى والأعلى المسموح بنشرها. و كذلك طبيعة المحتوى والمواضيع التي يسمح بنشرها في المجلة، وغيرها من المحددات الأخرى.
ثانياً: إلى جانب سياسة النشر فلابد أن تكون المادة أيضاً موافقة لسياسة التحرير. حيث تشمل سياسة التحرير طبيعة تنسيق وصياغة وكتابة المادة.
ثالثاً: اجتياز التحكيم يعتبر من البديهيات في إعطاء القبول أو الرفض على نشر مادة من المواد في المجلات. و كذلك التحكيم له أقسام فلابد وأن تجتاز المادة كامل أقسام التحكيم أو عظمها.
رابعاً: بعض المجلات تفرض رسوماً على النشر، ولهذا يشترط وجود وصل مختوم للحوالة المالية المرسلة للمجلة.
خامساً: لابد وأن تكون المادة المراد نشرها تساعد في زيادة معامل التأثير الخاص بالمجلة لا خفضه. وذلك باعتبار العديد من المحددات والمعايير من أهمها جودة المحتوى والقيمة العلمية فيها.
سادساً: السرقة العلمية أو الانتحال مرفوض رفض تام من قبل أي مجلة من المجلات المحكمة. لأن هذا مخالف لأخلاقيات البحث العلمي، ويسبب مسائلة للمجلة.