يعد كتابة البحث العلمي مهمة شاقة حيث تستغرق وقتاً طويلاً. وقد يؤدي ضخامة المهمة إلى فقدان أو إغفال البعض عن الأشياء الأساسية. البحث العلمي هو شيء تكتبه بعد عدة سنوات من العمل الشاق في الجامعة. إنه ليس عمل بحثي فقط عبارة عن معلومات، بل هي مجموعة من الأعمال التي يمكن أن تصل إلى عدة اكتشافات. لذا لابد أن تتعرف على كل ما يخص البحث العلمي قبل البدء بكتابته بدءاً من الجوانب المتعلقة بالاعتبارات العام. والتدقيق اللغوي، والتنسيق، والاعتبارات الأخلاقية التي يحتاج الباحث إلى وضعها في الاعتبار أثناء كتابة البحث العلمي الخاص به.
يعد نشر البحث العلمي في مجلة مُراجعة ومُفهرسة من قبل الزملاء أمراً هاماً لجميع الباحثين. حيث إنها مهمة لتقييم الإنجازات الأكاديمية. ومع ذلك، قد تمنع الحواجز التقنية واللغوية العديد من المتحمسين من النشر.
نسلط في هذه المقالة الضوء على الخطوات التحضيرية المهمة لإنشاء بحث علمي جيد والهيكل الأكثر استخداماً (من حيث المقدمة والمواد والأساليب والنتائج والمناقشة) لكتابة بحث علمي جيد. كما يقدم لمحة موجزة عن عملية تقديم ومراجعة البحث العلمي للنشر في مجلة علمية محكمة.
يعد البحث العلمي عنصر مهم جداً خاصة للطلاب الباحثين، حيث أنه يشكل البحث العلمي تقريراً عن العمل المنجز. كما أنه يسمح البحث العلمي بتنظيم الأفكار والنتائج، كما يعمل على تلبية المتطلبات المؤسسية. إلا أنه تستند الأحكام حول مدى جودة العمل إلى جودة البحث العلمي، من بين أمور أخرى. لذلك من الضروري التخطيط لكتابة البحث العلمي مسبقاً. يتم تلخيص بعض الخطوات الأساسية في هذه العملية أدناه.
تتضمن المرحلة الأولى من العملية تحديد شخص مرشد بحثي ومؤسسة مناسبة لتكون داعمة، وتحديد تداخل الاهتمامات، ثم صياغة خطة البحث العلمي. فحاول توقع جميع المهام التي سيتم تضمينها والمشاكل المحتملة التي قد تواجهها بالتشاور مع مستشار البحث الخاص بك. أما الآن عليك أن تبتكر اقتراحاً للبحث العلمي، وهو وصف موجز لسبب وكيفية إكمال البحث، وحدد الهدف النهائي.
قبل الشروع في العمل الفعلي، قم بإجراء بحث شامل عن الأدبيات الموجودة المتعلقة في موضوع دراسة البحث العلمي. والتي ستساعدك على وضع البحث المقترح في منظور أفضل. وعليك أيضاً أن تقوم ببناء أو تعلم كيفية استخدام البرامج المناسبة لكتابة البحث العلمي. واكتساب معرفة عملية بالأطر التجريبية أو النظرية قبل أن تهاجم مشكلة البحث.
بمجرد أن تبدأ البحث، احتفظ بملاحظات مفصلة وواضحة في كل مرحلة حتى يمكن الرجوع إليها عند البدء في كتابة البحث العلمي. وعند الانتهاء من العمل، يجب استخلاص النتائج المناسبة من العمل الذي يمكن وضعه في قسم المناقشات في البحث العلمي. كما أنه يجب تحديد تصميم وشكل البحث العلمي قبل البدء في الكتابة. ويجب أولاً إعداد مخطط تفصيلي للجزء الأمامي “المقدمة” والجسم والأجزاء الختامية.
وبمجرد البدء بكتابة التفاصيل، يجب مراجعة البحث العلمي ليس فقط من قبل مستشار البحث ولكن أيضاً من قبل الأقران والخبراء الآخرين في هذا المجال. وبالتالي بهذه الطريقة يمكن تحسين جودة الكتابة بمساعدة احترافية. أما الجزء الأخير والحاسم هو الدفاع عن البحث العلمي فقم بمراجعة دقيقة لكل تفاصيل البحث العلمي وكن مستعداً للاستفسارات الميدانية المتعلقة بأي جانب. ويمكن أن يستفاد من البحث العلمي جيد التخطيط للتقدم الوظيفي.
يُعد نشر البحث العلمي في مجلة مُراجعة ومُفهرسة من قبل الزملاء الخطوة النهائية والأكثر أهمية نحو الاعتراف بأي عمل علمي. ومع ذلك، تبدأ العملية قبل وقت طويل من كتابة البحث العلمي. حيث يجب اختيار المجلة التي يرغب الباحث في نشر عمله فيها قبل بوقت ووضع تصور للعمل العلمي على أساس القراء المتوقعين في هذه المجلة. حيث يمكن معرفة خلال من خلال ما تقدمه المجلات من معلومات حول “نطاق المجلة”. والتي تحدد المجالات العلمية ذات الصلة للنشر في المجلة، و تعليمات المؤلفين التي يجب الالتزام بها أثناء إعداد البحث العلمي.
أصبح نشر البحث العلمي غالباً إلزامياً للباحثين أو المتخصصين ذوي الانتماءات الأكاديمية، وهو الآن مرغوب فيه حتى في المستوى الجامعي. على الرغم من وجود عدد كبير من المجلات لتقديم العمل البحثي، إلا أن القليل جداً منه يتم نشره في مجلة علمية محكمة، وحتى إذا تم نشره، فعادة ما تكون الأبحاث العلمية من نفس هذه المؤسسات القليلة. يخدم النشر في المجلات الغرض من الاعتراف الأكاديمي، بالإضافة إلى إن بعض المنشورات قد تساهم في تشكيل سياسات مختلفة. كما يعتبر التعيين الأكاديمي، والبنية التحتية المناسبة، والوصول إلى المجلات التي تمت مراجعتها من قبل الأقران من ضمن العوامل التي تعمل على تسهيل عملية النشر.
أما من حيث العقبات الرئيسية التي تواجه أي منشور علمي هو الافتقار إلى المهارات الفنية والكتابية والعقبات المؤسسية. وقيود الوقت ” والتي تعد من الصعب للغاية تخصيص بعض الوقت للبحث والكتابة لمثل هؤلاء الكبراء المختصين. ومع ذلك، فإن عدم مساهمة هذه المجموعة من المختصين المهرة في المؤلفات العلمية يعد خسارة للعلم.
يعد الحفاظ على أخلاقيات وعلوم البحث وفهم قواعد إعداد البحث العلمي أمراً مهماً للغاية في تحسين جودة وملاءمة البحث. تجمع هذه المقالة بين جوانب مختلفة يجب أخذها في الاعتبار أثناء إنشاء بحث علمي مناسب للنشر. بغض النظر عما إذا كان لدى الطلاب المطلوب منهم إعداد بحث علمي لديهم انتماء أكاديمي أو مؤسسي. فإن كل هو ما في هذه المقالة يهم كل من مطالب منه كتابة بحث علمي. كما أنه احتمالية أن تصبح باحثاً لعمل علمي منشور أمر مثير، فمن المهم أن تكون مستعداً للمراجعات الطفيفة أو الرئيسية في هذه المقالة. كما أن، المثابرة على هذا المسعى قد يساعدك في الحفاظ على عمل الفرد ويسهم في تعزيز العلم.
تشمل الاعتبارات المهمة لكتابة البحث العلمي ما يلي: أولاً تصور العمل العلمي، ومن ثم اختيار مجلة علمية محكمة مناسبة ومجلة بديلة للنشر في حالة الرفض. وهكذا التعرف على تعليمات المؤلفين، بالإضافة إلى التنسيق وتفويض المهام المحدد جيداً داخل الفريق ومشاركة خبير الإحصاء من تصور الدراسة. وإعداد إطار هيكلي لكتابة البحث العلمي. وأخيراً تفويض وقت للتفكير والكتابة على فترات منتظمة.
يجب أن يكون البحث العلمي غنياً بالمعلومات وقابل للقراءة. فعلى الرغم من أن المفهوم يكون واضح في ذهن الباحثين، إلا أنه من المهم أن نتذكر أنهم يقدمون بعض الأعمال الجديدة للقراء. وبالتالي، فإن التنظيم المناسب للبحث العلمي ضروري لتوضيح الغرض من العمل وأهميته للقراء.
اختيار المجلة المناسبة للنشر :
يجب أن يكون الاختيار المفضل للمجلة من أولى الخطوات التي يجب مراعاتها، كما ذكرنا سابقاً. قد تتغير المبادئ التوجيهية للباحثين بمرور الوقت، وبالتالي يجب الرجوع إليها على فترات منتظمة والتوافق معها. يعتمد اختيار المجلة بشكل أساسي على القراء المستهدفين، وقد يكون من الضروري وضع مجلة واحدة أو أكثر في الاعتبار في حالة عدم القبول من مجلة الاختيار الأول. ويجب مراعاة عامل تأثير المجلة أثناء اختيار مجلة علمية محكمة مناسبة.
صياغة العنوان والتأليف :
يعطي عنوان البحث العلمي الانطباع الأول عن البحث العلمي. فمن المقدر أن يخصص القارئ أقل من ثانيتين لقراءة العنوان. تستخدم معظم محركات البحث كلمات رئيسية لتحديد الأبحاث ذات الصلة، وبالتالي يحتاج العنوان إلى التفكير جيداً. قد يحتوي العنوان الشامل على الكلمات الرئيسية الخاصة بموضوع البحث العلمي. لذا من المهم أن ينقل العنوان المعلومات الجديدة التي تقدمها الدراسة المعنية. ويجب تجنب الاختصارات، حيث أنه العديد من المجلات لها قيود على عدد الأحرف التي يجب تضمينها في العنوان. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب بعض المجلات عنواناً قصير المدى لسهولة قراءته.
تتوافق معظم المجلات مع معايير التأليف التي حددتها اللجنة الدولية لمحرري المجلات، وهي مدرجة على النحو التالي: مساهمات كبيرة في مفهوم أو تصميم العمل، أو الحصول على البيانات الخاصة بالعمل أو تحليلها أو تفسيرها، أو صياغة العمل أو مراجعته بشكل نقدي لمحتوى فكري مهم، والموافقة النهائية على النسخة التي سيتم نشرها، أو الموافقة على أن تكون مسؤولاً عن جميع جوانب العمل لضمان أن الأسئلة المتعلقة بدقة أو سلامة أي جزء من العمل يتم التحقيق فيها وحلها بشكل مناسب.
تتطلب بعض المجلات من الباحثين الإعلان عن مساهماتهم في العمل البحثي وإعداد الأبحاث العلمية. وهذا يساعد على منع التأليف الوهمي ويشجع الباحثين على أن يكونوا أكثر صدقاً وخضوعاً للمساءلة.
كتابة الملخص:
الملخص هو جزء مستقل من البحث العلمي يعطي لمحة موجزة عن المحتويات. وقد يؤثر على المحررين والمراجعين والقراء فيما يتعلق بجودة البحث العلمي. ويمكن تصميمه أو تنظيمه وفقاً لمعايير المجلات. يحتوي الملخص المنظم على أقسام تتعلق بالخلفية والهدف والمواد والطرق والنتائج والاستنتاج. ويوجد حد أقصى لعدد الكلمات حيث يبلغ 250 كلمة للملخصات في غالبية المجلات. ويجب مراجعة الملخص في كل مرة يتم فيها مراجعة البحث العلمي أو تغييره أو تعديل أجزاء فيه.
الكلمات الرئيسية:
تكون عادة مذكورة في الجزء السفلي من قسم الملخص. وتشير هذه الكلمات إلى الجوانب المهمة للبحث العلمي وتساعد في التعرف على البحث العلمي بواسطة محركات البحث الإلكترونية. فتحدد معظم المجلات عدد الكلمات الرئيسية المطلوبة، عادة ما بين 4 إلى 8 كلمات. كما أنه يجب أن تكون بسيطة ومحددة، عادة ما يجب أن يحتوي العنوان الجيد على غالبية الكلمات الرئيسية
يتبع التدفق العام للبحث العلمي البنية التالية (مقدمة، مواد وطرق، نتائج، ومناقشة). على الرغم من أن هذا قد أوصي به منذ أوائل القرن العشرين، إلا أن معظم الباحثين بدأوا في اتباعه منذ السبعينيات.
المقدمة:
يحدد قسم المقدمة أسلوب البحث العلمي، وبالتالي يجب التركيز عليه. كما أنها توفر خلفية مناسبة للدراسة مع المراجع المناسبة وتحدد سياق العمل. يجب كتابة أي كلمة أو اسم بالاختصار القياسي بصيغته الموسعة في المرة الأولى، مع وضع الاختصار بين قوسين. بعد ذلك، يجب استخدام الاختصار فقط في جميع أنحاء البحث العلمي. يكون قسم المقدمة بشكل عام في شكل هرمي من الخاص للعام، مع الفقرة الأولى التي تسلط الضوء على حجم وأهمية الموضوع. والفقرات اللاحقة تلخص الحقائق المعروفة ذات الصلة والمناطق التي لا يقين فيها في سياق سؤال الدراسة. ويتبع ذلك أهمية الدراسة الحالية وينتهي بهدف الدراسة.
كيفية إعداد مقال لنشره في مجلة علمية محكمة