لابد دائماً أن يسعى الباحثين جاهدين لإجراء أبحاث عالية الجودة من شأنها النهوض بالعلوم من خلال نشر بحث علمي. توصلنا إلى ما نعتقد أنه فرضيات فريدة، ونبني عملنا على بيانات قوية ونستخدم منهجية بحث مناسبة. فعندما نكتب نتائجنا، نهدف إلى توفير رؤية نظرية ومشاركة الآثار النظرية والعملية حول عملنا. ومن ثم نرسل أبحاثنا للنشر في مجلة محكمة. وبالنسبة للكثيرين، يعد هذا هو الجزء الأصعب من البحث.
خلال العديد من السنوات في البحث والتدريس، لاحظ العديد من أوجه القصور في عملية إعداد البحث العلمي وتقديمه والتي غالباً ما تؤدي إلى رفض البحث للنشر. حيث إن إدراك أوجه القصور هذه سيزيد من فرصك في نشر بحثك العلمي وأيضاً تعزيز ملفك البحثي والتقدم الوظيفي.
في هذه المقالة، المخصصة لطلاب الجامعات وغيرهم من الباحثين الشباب، سوف نحدد المزالق الشائعة وتقديم حلولاً مفيدة لإعداد أبحاث علمية أكثر تأثيراً. حيث إن هذه الإرشادات تركز على إعداد بحث علمي كامل (بما في ذلك مراجعة الأدبيات). سواء على أساس منهجية نوعية أو كمية، من منظور الإدارة لتخصصات التربية وعلوم المعلومات والعلوم الاجتماعية.
فتعد الكتابة للمجلات الأكاديمية نشاطاً تنافسياً للغاية، ومن المهم أن نفهم أنه قد يكون هناك عدة أسباب وراء الرفض. علاوة على ذلك، تعد عملية مراجعة النظراء للمجلة عنصراً أساسياً للنشر لأنه لا يوجد باحث يمكنه تحديد جميع القضايا المحتملة ومعالجتها بالبحث العلمي.
لابد على الباحثين أن يبدأو الكتابة خلال المراحل الأولى من بحثك في الدراسة الجامعية. حيث أنه لا يستلزم هذا السر تقديم بحثك للنشر فور الانتهاء من صياغة استنتاجها. فيعتمد الباحثون في بعض الأحيان على حقيقة أنه ستتاح لهم دائماً فرصة لمعالجة أوجه القصور في عملهم بعد أن يتم التعرف عليها من خلال التعليقات الواردة من محرر المجلة والمراجعين.
سيقلل النهج والموقف السابق من فرصة الرفض وخيبة الأمل. وسوف يسيطر التدفق المنطقي للأنشطة على كل نشاط بحثي ويجب اتباعه لإعداد البحث أيضاً. وتتضمن هذه الأنشطة إعادة قراءة بحثك بعناية في أوقات مختلفة وربما في أماكن مختلفة. فتعد إعادة القراءة أمراً ضرورياً في مجال البحث وتساعد في تحديد المشكلات وأوجه القصور الأكثر شيوعاً في البحث العلمي، والتي قد يتم تجاهلها بخلاف ذلك. ثانياً، يجد أنه من المفيد جداً مشاركة بحثك مع زملائك والباحثين الآخرين في شبكتك وطلب ملاحظاتهم. فعند القيام بذلك، سوف تسلط الضوء على أي أقسام من البحث تود أن يكون المراجعون واضحين تماماً بشأنها.
عندما تسأل الزملاء عن أنسب مجلة لتقديم بحثك إليها؛ يمكنه أن يؤدي إلى العثور على المجلة المناسبة لبحثك. وبالتالي تحسين فرص القبول بشكل كبير وضمان وصولها إلى جمهورك المستهدف. فتوفر Elsevier وسيلة بحث مبتكرة في Journal Finder على موقعها الإلكتروني. حيث يدخل الباحثون عنوان البحث العلمي وملخصاً موجزاً ومجال البحث للحصول على قائمة بالمجلات الأكثر ملاءمة لأبحاثهم.
عادة ما يختار الباحثين الأقل خبرة تقديم أبحاثهم إلى مجلتين أو أكثر في نفس الوقت. فتقترح أخلاقيات وسياسات البحث لجميع المجلات العلمية أن الباحثين يجب أن يقدموا البحث العلمي إلى مجلة علمية واحدة فقط في كل مرة. والقيام بغير ذلك يمكن أن يسبب الإحراج ويؤدي إلى مشاكل حقوق التأليف والنشر للباحث وصاحب العمل بالجامعة والمجلات المعنية.
بمجرد قراءتك للبحث العلمي وإعادة قراءته بعناية عدة مرات، وتلقي تعليقات من زملائك، وتحديد مجلة مستهدفة. فإن الخطوة المهمة التالية هي قراءة أهداف ونطاق المجلات في مجال البحث المستهدف. فسيؤدي القيام بذلك إلى تحسين فرص قبول بحثك للنشر. كما أنه يوجد خطوة أخرى مهمة وهي تنزيل واستيعاب إرشادات الباحث والتأكد من أن بحثك يتوافق معها. فأفاد بعض الناشرين أن دراسة علمية واحدة من كل خمس دراسات لا تتبع أسلوب وشكل متطلبات المجلة المستهدفة. والتي قد تحدد متطلبات الأشكال والجداول والمراجع.
فيمكن أن يأتي الرفض في أوقات مختلفة وبصيغ مختلفة. على سبيل المثال،/ إذا كان هدفك البحثي لا يتماشى مع أهداف ونطاق المجلة المستهدفة. أو إذا كان بحثك العلمي غير منظم ومنسق وفقاً لتخطيط المجلة المستهدفة. أو إذا لم يكن لبحثك العلمي فرصة معقولة لتكون قادراً لتلبية توقعات النشر للمجلة المستهدفة. فيمكن أن يتلقى البحث العلمي رفضاً مكتبياً من المحرر دون إرسالها للمراجعة من قبل الزملاء. ويمكن أن يكون الرفض المكتبي مثبطاً لهمم الباحثين، مما يجعلهم يشعرون أنهم أضاعوا وقتاً ثميناً وقد يتسبب في فقدانهم الحماس لموضوع بحثهم.
يعد العنوان والملخص مكونين مهمين للغاية للبحث لأنهما أول عنصر يراه محرر المجلة. فلقد كنت محظوظاً لتلقي المشورة من المحررين والمراجعين بشأن تقديماتك، وردود الفعل من العديد من الزملاء في المؤتمرات الأكاديمية، وهذا ما يجب أن تعمله:
- يجب أن يلخص العنوان الموضوع الرئيسي للبحث ويعكس مساهمتك في النظرية.
- يجب أن يُصاغ الملخص بعناية وأن يشمل هدف الدراسة ونطاقها. فالمشكلة الرئيسية التي يجب معالجتها والنظرية، والطريقة المستخدمة، ومجموعة البيانات، والنتائج الرئيسية تعد محددات. وهكذا أيضاً الآثار المترتبة على النظرية والتطبيق.
السمة الرئيسية للكتابة العلمية هي الوضوح. فقبل تقديم بحثك للنشر، يُنصح بشدة أن يكون لديك شركة تحرير محترفة تنسخ بحثك وتحريره وليس مجرد تصحيح لغوي، بما في ذلك النص الرئيسي وقائمة المراجع والجداول والأشكال. فسيتم فحص البحث العلمي الذي يتم إرساله إلى مجلة تمت مراجعتها من قبل الزملاء بشكل نقدي من قبل هيئة التحرير قبل اختيارها لمراجعة الأقران. وفقاً لآخر الإحصائيات ما بين 30% و50% من الدراسات المقدمة إلى المجلات العلمية. يتم رفضها حتى قبل أن تصل إلى مرحلة مراجعة الأقران، وأحد أهم أسباب الرفض هو سوء اللغة. فسيكون النص المكتوب والمعدّل والمقدم بشكل صحيح خالياً من الأخطاء ومفهوماً. وسيعرض صورة احترافية تساعد في ضمان أخذ عملك على محمل الجد في عالم النشر. ففي بعض الأحيان، ستتطلب المراجعات الرئيسية التي يتم إجراؤها بناءً على طلب المراجع جولة أخرى من التحرير.
حيث يمكن للباحثين تسهيل تحرير أبحاثهم من خلال اتخاذ الاحتياطات في نهايتها. ويتضمن ذلك تدقيق البحث الخاص بهم للتأكد من دقتها وصياغتها (تجنب الأوصاف غير الضرورية أو المعيارية مثل “يجب الإشارة إليها هنا” و “يعتقد الباحثون”). وإرسالها للتحرير فقط عندما تكون كاملة من جميع النواحي وجاهزة للنشر. فتتقاضى شركات التحرير المحترفة رسوماً باهظة، وليس من المجدي من الناحية المالية جعلهم يجرون جولات متعددة من التحرير على بحثك. ومن المؤكد أن تطبيقات مثل المدقق الإملائي والنحوي في مايكروسوفت أوفيس أو Grammarly تستحق التطبيق على بحثك. ولكن فوائد التحرير المناسب لا يمكن إنكارها.
لا تقلل أبداً من أهمية خطاب الغلاف الموجه إلى محرر أو رئيس تحرير المجلة المستهدفة. كما أنه كشفت الدراسات أن العديد من طلبات نشر البحث لا تتضمن خطاب تغطية. ولكن رؤساء التحرير الممثلين للمجلات العلمية المجددة والمفهرسة أكدوا بأن خطاب الغلاف يعطي الباحثين فرصة مهمة لإقناعهم أن عملهم البحثي يستحق المراجعة.
وفقاً لذلك، فإن محتوى خطاب الغلاف يستحق أيضاً قضاء الوقت فيه. فيقوم بعض الباحثين عديمي الخبرة بلصق ملخص البحث في رسالتهم معتقدين أنه سيكون كافياً لإثبات النشر، إنها ممارسة من الأفضل تجنبها. فتحدد رسالة الغلاف الجيدة أولاً الموضوع الرئيسي للبحث العلمي. وثانياً يجادل بجدة البحث العلمي، والثالث يبرر صلة البحث العلمي بالمجلة المستهدفة. أما من حيث طول الخطاب فيفضل أن يقتصر خطاب الغلاف على نصف صفحة. والأهم من ذلك، أن الزملاء الذين قرأوا البحث العلمي وقدموا ملاحظات قبل تقديم البحث يجب أن يتم الاعتراف بهم في خطاب الغلاف.
عادةً ما يصنف المحررون ورؤساء التحرير قبول البحث العلمي على أنه خاضع “للمراجعة وإعادة التقديم” بناءً على التوصيات المقدمة من المراجع أو المراجعين. فقد تتطلب هذه التنقيحات إما تغييرات كبيرة أو ثانوية في البحث العلمي. فيجب على الباحثين عديمي الخبرة فهم بعض الجوانب الرئيسية لعملية المراجعة. أولاً من المهم معالجة التنقيحات بجدية؛ ثانياً من الضروري معالجة جميع التعليقات الواردة من المراجعين وتجنب الأخطاء. أما ثالثاً يجب أن يتم إعادة تقديم البحث العلمي المنقح بحلول الموعد النهائي الذي تحدده المجلة؛ رابعاً قد تشتمل عملية المراجعة على جولات متعددة.
تتطلب عملية المراجعة وثيقتين رئيسيتين/ الأول هو البحث المنقح الذي يسلط الضوء على جميع التعديلات التي تم إجراؤها بعد التوصيات الواردة من المراجعين. والثاني عبارة عن رسالة تسرد ردود الباحثين توضح أنهم قد عالجوا جميع مخاوف المراجعين والمحررين. فيجب صياغة هاتين الوثيقتين بعناية. ويمكن لمؤلفي البحث الموافقة أو عدم الموافقة على تعليقات المراجعين (فعادة ما يتم تشجيع الموافقة) وليسوا ملزمين دائماً بتنفيذ توصياتهم، ولكن يجب عليهم في جميع الحالات تقديم مبرر مقنع جيداً لمسار عملهم.
نظراً للعدد المتزايد باستمرار من الأبحاث العلمية المقدمة للنشر، فلابد أن تكون عملية إعداد البحث العلمي بشكل جيد عملية شاقة ليكفي قبولها في أي مجلة. حيث تقبل المجلات عالية التأثير أقل من 10% من الأبحاث العلمية المقدمة إليها، على الرغم من أن نسبة القبول لأقسام خاصة أو موضوعات خاصة قد تزيد عادة عن 40%. فقد يضطر الباحثين إلى الاستسلام لرفض أبحاثهم ثم إعادة صياغتها لتقديمها إلى مجلة مختلفة قبل قبول البحث العلمي.
النصيحة المقدمة هنا ليست شاملة ولكنها أيضاً ليست صعبة التنفيذ. فتتطلب هذه التوصيات الاهتمام المناسب والتخطيط والتنفيذ الدقيق. ومع ذلك، فإن اتباع هذه النصيحة يمكن أن يساعد الطلاب والباحثين الآخرين على تحسين احتمالية نشر أعمالهم. وهذا هو المفتاح للحصول على مهنة أكاديمية منتجة ومثيرة ومجزية.
فيديو: المجلات المجانية وكيفية النشر ومدته وأسباب رفض البحث