يجب أن تبدأ بالكتابة خلال المراحل الأولى من البحث العلمي أو مهنتك في دراسة الدكتوراه أو دراسة الجامعة، فلا يستلزم هذا الأمر تقدم البحث العلمي للنشر فور الانتهاء من صياغة استنتاجه، فيعتمد الباحثون أحياناً على حقيقة أمر أنه ستتاح لهم فرصة لمعالجة نقاط القصور في عملهم بعد أن يتم التعرف على التعديلات الواردة من محرر مجلة النشر والمراجعين.
فالنهج والموقف الاستباقيان سيقللان من فرصة الرفض وخيبة الأمل، فإن التدفق المنطقي للأنشطة يسيطر على كل نشاط بحثي، ويجب اتباعه لإعداد البحث العلمي، أيضاً تشتمل هذه الأنشطة والتمارين إعادة قراءة البحث العلمي بدقة واهتمام في أوقات مختلفة وعديدة وفي بعض الأحبان بأماكن مختلفة، فتعد مهمة إعادة القراءة مهمة ضرورية في مجال البحث العلمي وتعمل على تحديد المشكلات ونقاط القصور الأكثر تكراراً في البحث العلمي، وقد يتم في بعض الأحيان تجاهلها بخلاف ذلك، ثانياً أنه من المفيد جداً مشاركة البحث العلمي مع أصدقائك والباحثين الآخرين وطلب ملاحظاتهم عند القيام بذلك.
من المؤكد أنك سألت عن أنسب مجلة نشر لتقديم البحث العلمي إليها، حيث من الممكن أن يؤدي العثور على مجلة نشر المناسبة لبحثك إلى العمل على تحسين فرص سانحة للقبول بشكل جيد ومتميز لضمان وصول البحث إلى الجمهور المستهدف.
توفر مجلة النشر وسيلة بحث مبتكرة على موقعها الإلكتروني، فيدخل الباحثون عنوان البحث وملخصاً موجزاً ومجال أو تخصص البحث للعثور والوصول على قائمة بأنسب مجلة نشر لبحثك للحصول على مناقشة كاملة حول كيفية اختيار مجلة مناسبة.
يختار الباحثون الذين يمتلكون خبرة أقل أحياناً تقديم أبحاثهم إلى مجلة أو أكثر من مجلتين في ذات الوقت، ولكن تشير أخلاقيات وسياسات البحث لجميع مجلات النشر العلمية أن الباحثين يجب أن يقدموا البحث العلمي إلى مجلة نشر واحدة فقط، وذلك لأن يمكن أن يسبب ذلك الإحراج ويعمل إلى خلق مشاكل بخصوص حقوق النشر للباحث وصاحب العمل بالجامعة والمجلة.
بمجرد قراءة بحثك وإعادة قراءته باهتمام عدة مرات، وتلقي تعليقات من زملائك، وتحديد مجلة النشر المستهدفة، فإن الخطوة التالية الأهم هي قراءة إلى ماذا تهدف مجلة النشر في مجال البحث المستهدف، فسيؤدي القيام بذلك إلى تحسين الفرص السانحة لقبول البحث العلمي للنشر، فالخطوة الأخرى الأهم هي تنزيل واستيعاب إرشادات الباحث والتأكد من أن البحث العلمي تتوافق معها، فأفاد البعض أنه قد تكون ورقة واحدة من كل خمسة لا تتبع أسلوب وشكل متطلبات مجلة النشر المستهدفة، والتي تكون في بعض الأحيان ممثلة في الأشكال والمراجع والجداول.
قد يأتي رفض النشر في أي أوقات وبصيغ مختلفة، كأن يكون هدفك البحثي لا يتوافق مع الأهداف التي تسعى إليها المجلة المستهدفة، أو إن يكون البحث العلمي غير منظم ومنسق وفقاً وبناءً على تخطيط المجلة، أو لم يكن للبحث العلمي فرصة سانحة قادرة على تلبية توقعات ومتطلبات النشر للمجلة المستهدفة، كما أنه من الممكن أن يتلقى البحث العلمي رفض مكتبي من المحرر المسؤول عن المجلة دون أن يقدمها لمراجعة الأقران، ويمكن أن يتم الرفض المكتبي مثبطاً لهمم الباحثين، مما يجعلهم يشعرون بأنهم قد أضاعوا وقتاً ثميناً ومهماً وقد يتسبب في فقدان الحماس لديهم.
يعد العنوان والملخص مكونين مهمين للغاية للبحث العلمي لأنهما أول عنصر يراه محرر المجلة.
- يجب أن يكون العنوان ملخص الموضوع العام للبحث ويعكس مدى مساهمته في النظرية.
- يجب صياغة الملخص باهتمام ودقة وأن يشمل إلى ماذا تهدف الدراسة وحدودها، فالمشكلة العامة التي يجب أن تخضع للمعالجة، والطريقة المستعملة مجموعة من البيانات الرئيسية، وآثارها على النظرية والتطبيق.
لا تقلل أبداً من أهمية خطاب الغلاف الموجه إلى محرر المجلة المستهدفة، حيث كشفت جلسة "لقاء مع المحررين" أن الكثير من الطلبات لا تشتمل خطاب تغطية، بينما رؤساء التحرير الحاضرين، الذين مثلوا المجلة المجددة والمفهرسة جادلوا وناقشوا بأن خطاب الغلاف يعطي الباحثين فرصة سانحة لإقناعهم أن العمل البحثي يستاهل ويستحق المراجعة.
وفقاً لذلك فإن محتوى خطاب الغلاف يستحق أيضاً قضاء الوقت فيه، فيقوم القليل من الباحثين معدومي الخبرة بلصق ملخص البحث معتقدين أنه سيكون كافياً لإثبات النشر في المجلة، إنها ممارسة من الأفضل تجنبها، حيث تحدد رسالة الغلاف الجيدة أولاً المسألة العامة للبحث، ثانياً يجادل بجدة البحث، والثالث يبرر صلة وعلاقة البحث العلمي بالمجلة المحددة.
عادةً ما يصنف المحررون ورؤساء التحرير لمجلة النشر قبول نشر البحث العلمي على أنها خاضعة "للمراجعة وإعادة التقديم" وفقاً للتوصيات والتعليمات المقدمة والمقترحة من المراجع، قد تحتاج هذه التنقيحات إما تغييرات جذرية أو صغيرة في البحث العلمي، فيجب على الباحثين معدومي الخبرة فهم ومعرفة بعض النواحي والمسائل العامة لعملية المراجعة، ومن المهم معالجة التنقيحات بجدية، ثانياً من الضروري معالجة كل التنقيحات الواردة من المراجعين وتجنب الأخطاء، ثالثاً يجب أن يتم إعادة توجيه البحث العلمي للنشر خلال الموعد النهائي المحدد من قبل المجلة، رابعاً اشتمال المراجعة في بعض الأحيان على جولات متعددة.
تتطلب المراجعة وثيقتين الأول هو المخطوط المنقح الذي يسلط الإضاءة على كل ما خضع للتعديلات بعد توصيات المراجعين والثاني عبارة عن وثيقة تسرد ردود الباحثين، توضح أنهم تناولوا كل مخاوف المحررين والمراجعين، ويجب صياغة الوثيقتين بدقة، فيمكن لباحثي البحث العلمي الموافقة أو عدم الموافقة على تنقيحات المراجعين وليسوا ملزمين دائماً بتنفيذها، ويجب عليهم في كلا الحالات توجيه مبرر مقنع جيداً لعملهم.