في ميدان التأليف والبحث يضع الباحثين هدف نشر البحث في مجلة علمية محكمة نصب أعينهم، وذلك لأن مجهودات الباحثين تظهر للقراء من خلال قيامهم بعملية النشر في مجلة علمية محكمة، ولكن العديد من الباحثين يتوقفون في عملية إكمال نشر البحث العلمي على مجلة محكمة لأسباب تتعلق بالمصطلح ذاته وبطريقة نشر البحث على مجلة علمية محكمة، ولذلك سنضع تعريفاً شاملاً لعملية نشر البحث على مجلة علمية محكمة ومن ثم نرى الخطوات الصحيحة لهذه النشر، ومن ثم نتطرق لوضع بعض المعايير والأسس التي لابد أن يدركها الباحث حول عملية نشر البحث في مجلة علمية محكمة.
ما هي عملية نشر البحث في مجلة علمية محكمة؟
قد يكون هذا المصطلح غامضاً بعض الشيء لبعض الباحثين لاسيما الباحثين الجدد، ولكن الحقيقة أن على الباحث أن يدرك ماهية هذا مصطلح عملية نشر البحث على مجلة محكمة، وذلك كونها عملية ملازمة لكتابة البحث نفسه، فمن الأهداف الأساسية لعملية كتابة البحث هي نشر البحث عبر مجلة علمية محكمة، ونحيط بهذا المصطلح وفق الطرح التالي:
- عملية نشر البحث: وهي تلك العملية التي يتم خلالها إظهار البحث وجعله متاحاً للقراءة من قبل الجمهور من خلال وسيط نشر معرفي.
- المجلة العلمية المحكمة: وهي عبارة عن مجلة توفر إمكانية نشر البحث في مجالات علمية متخصصة ومتنوعة، وإما أن تكون هذه المجلة كيان ورقي مطبوع أو كيان إلكتروني عبر شبكة الانترنت، وتقوم هذه المجلة بعملية النشر وفقاً لضوابط وأساس وتحكيم معتمد من قبل لجانها.
- عملية نشر البحث في مجلة علمية محكمة: وهي عبارة عن نشر البحث على صفحات مجلة بعد إتمام استيفاء كافة الشروط العلمية والفنية في مضمون البحث، إضافة إلى استيفاء شروط عملية التحكيم.
من خلال الطرح السابق يتضح لنا أن عملية نشر البحث على مجلة علمية محكمة يرتبط بمحددات عدة وهي:
- هدف أساسي من أهداف البحث نفسه هو نشره.
- المجلة إما أن تكون ورقية أو إلكترونية.
- هناك عملية تحكيم لابد أن يجتازها البحث.
- المجلة موجه إلى جماهير القراء.
- هناك أسس وضوابط خاصة بكل مجلة.
شروط لابد منها قبل القيام بعملية نشر البحث في مجلة علمية محكمة:
لن يتم نشر البحث في المجلة إلى إذا كان كامل مضمونه متوافقاً مع شروط وضوابط خاصة تضعها المجلة العلمية المحكمة، ولكي تضمن إتمام العملية والموافقة على عرض بحثك على صفحات المجلة العلمية المحكمة لابد من الأمور التالية:
- مضمون البحث نفسه لابد أن يكون مكتملاً من الناحية المعرفية فيكون ذو قيمة معلوماتية ، و كذلك لابد أن يكون خالياً من أي أخطاء لغوية وغيرها من الأخطاء.
- السياسات تختلف من مجلة لمجلة أخرى، ولهذا لابد لك أن تتعرف على سياسة المجلة التي تطمح في وضع بحثك عليها.
- لا تختار المجلة عبثاً، بل قم بهذا الاختيار وفق رؤيتك الشخصية بالمجلة الأكثر مناسبة وملائمة لبحثك. وفي فقرة قادمة من هذا المقال نفصل طريقة الاختيار هذه.
- لابد أن تقوم بعملية المراجعة للبحث بنفسك أولاً، ولا بأس إذا قمت بإجراء تحكيم خارجي تمهيداً لعملية إرسال البحث للمجلة.
- الانتحال والسرقة الفكرية إذا وجدت في مضمون البحث فحتماً لن تقبل أي مجلة عرض هذا البحث عبر صفحاتها، لأنه منافي للأخلاق العلمية أولاً ثم لأنه يضر بمصداقيتها.
- لابد أن تعرف كيفية مخاطبة المجلة العلمية المحكمة وما هو بروتوكول المخاطبة والتعامل مع المجلة، وهذا ما ستجده في الفقرة القادمة.
بروتوكول مخاطبة المجلة العلمية المحكمة:
لابد أن تكون عملية المراسلة مع المجلة العلمية المحكمة ذات إطار وصبغة رسمية. تعكس هذه المخاطبة عقلية الباحث ومدى نضجه الفكري. وفيما يلي أمور ضابطة للبروتوكول مخاطبة المجلة العلمية المحكمة:
أولاً: في عملية مخاطبة المجلة العلمية المحكمة ستقوم باستخدام البريد الإلكتروني الرسمي للمجلة كوسيط مخاطبة بينك وبينها.
ثانياً: في الرسالة الأولى التي ترسلها للمجلة العلمية المحكمة لابد وأن تضع نصب عينيك أموراً متعددة ومنها:
- قمّ بكتابة (طلب نشر بحث) في خانة موضوع الرسالة على البريد الإلكتروني.
- الآن، ستبدأ بعملية كتابة مضمون رسالة مخاطبة المجلة بعبارة تمهيدية تخبر بطلبك بشكل مباشر، على سبيل المثال تحية طيبة وبعد قرأت شروط النشر عبر مجلتكم الموقرة وإنني بهذا الصدد أرسل لحضراتكم بحث من إعدادي…… .
- بعد ذلك تبدأ بعملية كتابة ماهية البحث وعن ماذا يتحدث، في حدود خمسة سطور كحد أقصى.
- بعد كتابة ماهية المضمون الذي سيتم عرضه تأتي عملية إقناع المجلة بأهمية هذا البحث وأثره على المجتمع وكيف سيخدم المجتمع.
- ضمن رسالة المخاطبة أذكر أسباب اختيارك لهذه المجلة من بين المجلات الأخرى.
- خاتمة رسالة مخاطبة المجلة تكون عبارة عن ابداء الاستعداد لخوض المضمون لعملية التحكيم، مع شكر للمجلة.
ثالثاً: في بروتوكول مخاطبة المجلة لابد أن تقوم بوضع بيانات الاتصال الخاصة بك والتي من أهمها: (البريد الالكتروني ورقم الجوال).
رابعاً: الاسم الرباعي الكامل من أساسيات التعامل في بروتوكول مخاطبة المجلة.
كيف تقوم بعملية نشر البحث في مجلة علمية محكمة:
سنبسط الأمر من خلال تقسم عملية نشر البحث في مجلة علمية محكمة إلى ثلاثة مراحل أساسية. في كل مرحلة من هذه المراحل هناك معايير وخطوات خاصة، نوضح المقصد كما يلي:
المرحلة الأولى: اختيار المجلة:
لابد أن تقوم أولاً باختيار المجلة العلمية المحكمة التي ستقوم بنشر الدراسة عليها. وهذا الاختيار ينبني على أسس ومعايير وضوابط نذكرها في فقرة قادمة.
المرحلة الثانية: تجهيز البحث:
وفقاً لسياسة المجلة العلمي المحكمة التي قمت بعملية اختيارها، ستقوم بتجهيز مضمون بحثك. ولابد هنا من التأكد من أن المعلوم الذي تقدمه مهم وذو خواص معرفية متقدمة، إضافة إلى خلوه من كافة الأخطاء.
المرحلة الثالثة: إرسال المضمون:
ستقوم بعملية إرسال مضمون الدراسة إلى المجلة العلمية المحكمة مرفقاً برسالة المخاطبة عبر البريد الإلكتروني. وتأتي هذه المخاطبة وفقاً لبروتوكول خاص قمنا بتوضيحه في الفقرة السابقة.
المرحلة الرابعة: التحكيم:
تستقبل المجلة العلمية المحكمة المضمون الذي قمت بعملية إرساله. ومن ثم تقوم بعملية تحكميه من قبل مختصين ومحكمين داخل المجلة، وبناءاً على التحكيم يأتي الرد.
المرحلة الخامسة: رد المجلة:
في هذه المرحلة تقوم المجلة العلمية المحكمة بإرسال ردها إلى الباحث. ويأتي هذا الرد وفقاً لرؤية لجنة التحكيم. وإما أن يكون الرد بالقبول المباشر لنشر المضمون أو برفض نشر المضمون أو بطلب تعديلات.
المرحلة السادسة: الاتفاق:
في حالة تمت الموافقة على نشر المضمون في المجلة العلمية المحكمة، فيتم إبرام اتفاق تكتب صيغته المجلة العلمية المحكمة، وهذا الاتفاق ليس شرطاً أن يكون موجوداً في كافة المجلات.
المرحلة السابعة: النشر:
بعد الاتفاق مع المجلة العلمية المحكمة على إتمام النشر، لابد لك أن تسأل عن موعد النشر ورقم العدد الخاص بالمجلة الذي ستنشر فيه الدراسة، ومن ثم لابد أن تحصل على نسخة للمجلة العلمية المحكمة وفقاً للعدد الذي تم النشر فيه.
كيف تختار المجلة العلمية المحكمة؟
لابد أن تقوم بعملية اختيار المجلة العلمية المحكمة وفقاً لأساسيات، وهذه الأساسيات تكون مطلوبة كونها تحكم عملية النشر بالنجاح أو الفشل، وستقوم بعملية اختيار المجلة العلمية المحكمة وفقاً لما يلي:
- التخصص العام للدراسة التي قمت بعملية إعدادها، لابد أن تكون المجلة العلمية المحكمة متخصصة فيه أو تسمح بنشر هذا التخصص، على سبيل المثال المجلة العلمية المحكة الطبية أو القانونية أو المجلات التي تجمع بين العلوم التربوية والتاريخية والاجتماعية.
- هناك سياسات خاصة بالمجلات. وفي عملية النشر لابد أن تقرأ هذه السياسات وترى هل هي متوافقة مع الدراسة التي قمت بإعدادها أم لا.
- الجمهور الذي تستهدفه المجلة العلمية المحكمة، لابد وأن يكون من ضمن الجمهور الذي تطمح أنت لوصول دراستك إليه، على سبيل المثال كانت المجلة العلمية المحكمة توزع على مكاتب المؤسسات الأهلية أو مثلاً توزع على طلاب المدارس.
- التكلفة التي قد تطلبها بعض المجلات لإتمام عملية النشر، ولكن أغلب المجلات تقوم بعملية النشر بشكل مجاني.
- قاعدة بيانات سكوبس تعتبر من أكثر المحددات التي تساعدك في اختيار المجلة. فستقوم بالذهاب إلى موقع قاعدة بيانات سكوبس وهناك ستجد كماً هائلاً من عناوين المجلات ومعلومات التواصل معها. وننصحك بكتابة تخصص الدراسة في محرك بحث سكوبس لتظهر لك المجلات المتخصصة.
استنتاجات:
من خلال السطور السابقة التي قمنا بكتابتها، يتضح لنا أن عالم المجلات تحكمه العديد من الضوابط والمعايير، فليس عبثاً تتم عملية عرض أي مادة على أي من هذه المجلات، كما رأينا أن التعامل مع المجلات لابد أن ينبني على بروتوكول مخاطبة خاص، و كذلك فإن النشر على هذه المجلات له خطوات متعددة لابد لك من اتباعها، وفي هذه الاستنتاجات نؤكد على ضرورة اعتماد قاعدة بيانات سكوبس كمحدد أساسي في وصولك إلى المجلات ذات الكفاءة والتخصص.
فيديو: كيف تنشر بحثا في مجلة محكمة خطوة بخطوة.