من الخطأ الظن أن عملية النشر العلمي للأبحاث في المجلات المحكمة تكون فقط باستخدام الكيانات المعروفة لهذه المجلات المحكمة، فالواقع أن ثمة أدوات متعددة يتم استخدامها في عملية النشر العلمي للأبحاث جنباً إلى جنب مع النشر العلمي في المجلات المحكمة، ولعل هذه الأدوات تعتبر مكملة لما تقوم به المجلات المحكمة، وبعض هذه الأدوات يكون افتراضياً عبر الشبكة العنكبوتية وبعضها الآخر يكون وجاهياً، نفصل الأدوات المستخدمة في عملية النشر العلمي للأبحاث في المجلات المحكمة في سياق المقال.
خمسة من الأدوات المستخدمة في عملية النشر العلمي للأبحاث في المجلات:
لن نبتعد كثيراً عن الخصائص العامة للمجلات المحكمة ولا عن كياناتها. وذلك في ذكر خمسة من أهم الأدوات والوسائل التي يتم من خلالها عملية النشر العلمي للأبحاث. وذلك بشكل موازي مع النشر العلمي في المجلات المحكمة، ومن أهم هذه الأدوات والوسائل:
أولاً: المؤتمرات:
وهي عبارة عن محفل فكري ضخم يتم فيه اجتماع عدد من الباحثين والعلماء. وتبدأ العملية الحوارية النقاشية التي يدلي بها الحاضرون أفكارهم. مما يعني زيادة في العصف الذهني والطرح المعلوماتي الذي يتم من خلال التعريج على الأبحاث.
وهنا نضع المؤتمرات ضمن أدوات عملية النشر العلمي للأبحاث في المجلات. باعتبار أن المجلات المحكمة من أكثر المؤسسات العاقدة لهذه المؤتمرات. فكثيراً ما نسمع أن المجلة كذا قامت بعقد مؤتمر حول الموضوع كذا. وخلال المؤتمرات التي تعقدها المجلات المحكمة تتم عملية النشر العلمي للأبحاث. وذلك بشكل موجز من خلال التفاعل وعرض الباحثين لأبحاثهم.
ثانياً: المكتبات:
أغلب الجامعات اليوم تعتمد ضمن مكتبتها المركزية قسم خاص للمجلات المحكمة فقط. حيث يتمكن الباحثين من الحصول على المجلات العلمية المحكمة من خلال هذا القسم. واللافت أن المكتبات تقوم بعملية تصنيف منتظمة للمجلات المكمة وفقاً لتخصص النشر العلمي في هذه المجلات. فالمجلات الطبية في صف والمجلات الثقافية في صف والتربوية في صف…. وهكذا. ومن خلال وجود المجلات المحكمة على رفوف المكتبات يتمكن الباحثين من القيام بعملية النشر العلمي لأبحاثهم.
ثالثاً: المواقع الإلكتروني:
سواء تلك المواقع الخاصة بالمجلات المحكمة نفسها، أو المواقع الإلكترونية المهتمة بعملية النشر العلمي للأبحاث. فهذه المواقع تعتبر من أهم الأدوات التي تقوم بعملية النشر العلمي للأبحاث وزيادة القراء للمجلات المحكمة.
رابعاً: نقاشات التحكيم:
تقوم المجلات العلمية المكمة بعقد بعض النقاشات التي يتم خلالها تحكيم الأبحاث تمهيداً لإتمام النشر العلمي لها، وهذه النقاشات تكون أشبه بمناقشة طالب الماجستير لرسالته، ولكن المجلات المحكمة لا تقوم بعقد هذه النقاشات بشكل دائم بل تنتقي بعض الباحثين وبعض الأبحاث فقط.
أداة سكوبس ودورها في النشر العلمي للأبحاث في المجلات:
من أهم الأدوات المستخدمة في عملية النشر العلمي للأبحاث في المجلات هي قاعدة البيانات سكوبس. ويأتي هنا السؤال (لماذا؟)، والإجابة في السطور التالية:
- قبل أي شيء، لابد أن تدرك أن قاعدة بيانات سكوبس تحتوي على كم هائل من المعلومات والروابط الخاص بالمجلات المحكمة، إذاً نحن نتحدث عن كيان يهتم بالمجلات المحكمة.
- من خلال أيقونة البحث على قاعدة بيانات سكوبس يمكن للباحث القيام بعملية البحث عن تخصصات المجلات المحكمة، أو أسماء المجلات المحكمة، وهذا يعني توفير قاعدة بيانات سكوبس للخلفية المعلوماتي التي تمكن الباحث من تحديد المجلات التي سوف يقوم بالنشر العلمي لأبحاثه من خلالها.
- إلى جانب التعريف بالمجلات المحكمة، تقدم قاعدة بيانات سكوب معلومات التواصل مع المجلات. مما يمكن الباحث البدء الفعلي بعملية النشر العلمي للأبحاث.
- من أهم الأمور التي تساعد بها أداة سكوبس في عملية النشر العلمي للأبحاث في المجلات المحكمة، هي التصنيف الخاص بسكوبس، إذ أن سكوبس تقوم بعملية تصنيف المجلات المحكمة وفقاً للكفاءة، وبهذا يتمكن الباحث من معرفة جودة المجلات المحكمة قبل القيام بعملية النشر العلمي.
- قاعدة بيانات سكوبس، هي شبكة عالمية بالتالي يمكن للباحث وللمجلات أيضاً الوصول إلى جماهير واسعة ومتنوعة، وهذا الأمر يعتبر هدفاً من أهداف عملية النشر العلمي للأبحاث.
سيكسب الباحث فوائد عديدة من وراء عملية النشر العلمي للأبحاث في المجلات المحكمة:
لعملية النشر العلمي للأبحاث في المجلات المحكمة أثرها الكبير على الباحث. وإلى جانب هذا الأثر، فإن الباحث يكسب أموراً عديدة من وراء عملية النشر العلمي للأبحاث في المجلات ومنها:
- الأستاذية والأستاذية المشاركة والمعيد أيضاً. هذه بعض الترقيات التي يمكن للباحث الحصول عليها من وراء قيامه بعملية النشر العلمي للأبحاث في المجلات المحكمة.
- المنح الدراسية، تأتي كثيراً منها للطلبة الذين اجتازت أبحاثهم المقدمة كمشاريع تخرج جامعية. وتمت عليها عملية التحكيم الخاص بالمجلات المحكمة وتمت عملية النشر العلمي لها.
- النشر العلمي للأبحاث يجعل لدى الباحث مكانة عند الأكاديميين الجامعيين و كذلك المؤسسات العاملة، إذاً يمكن للباحث نيل عمل حقيقي ذو عائد مادي من وراء النشر العلمي للأبحاث في المجلات المحكمة.
- تهدف الأبحاث إلى جعل موضوعاتها محط اهتمام المجتمع. وبعملية النشر العلمي لهذه الأبحاث في المجلات المحكمة تكون الفرصة كبيرة لاستقطاب الجماهير وأصحاب الرأي.
- نقاط القوة والضعف تبرز واضحة من خلال عملية التحكيم التي تقوم بها المجلات المحكمة قبل تمام النشر العلمي للأبحاث، وبهذا يكسب الباحث فرصة لتطوير قدراته.
- الجانب المعنوي يرتفع لدى الباحث من خلال عملية النشر العلمي لأبحاثه في المجلات المحكمة، فهذه المجلات لا تقبل الأبحاث الضعيفة أو غير مكتملة لمعايير الجودة.
- نشر الباحث لأبحاثه في المجلات المحكمة يعني تقديمه لهذه الأبحاث كمراجع ودراسات سابقة يمكن الاعتماد عليها من قبل باحثين آخرين في دراسات أخرى.
- البعض ينظر إلى الباث الذي قام بعملية النشر العلمي لبحث جديد ومبتكر على المجلات المحكمة بأنه اختراع أو قفزة علمية.
أسباب لتفوق النشر العلمي للأبحاث في المجلات المحكمة عن غيرها من الوسائل الأخرى:
الواقع المعرفي يُخبر أن عملية النشر العلمي في المجلات المحكمة تتفوق على غيرها من الوسائل الأخرى مثل المكتبات وغيرها. وتفسير هذا الواقع يأتي ضمن المحددات التالية:
- المجلات المحكمة تعتمد استراتيجية التحكيم الدقيق والمفصل للأبحاث، إذاً نحن نتحدث عن كيان يقوم بعملية التنقيح واثبات الكفاءة قبل النشر.
- يمكن للمجلات المحكمة الوصول إلى جماهير عريضة، وذلك لعدة أسباب أهمها أن المجلات قالب أثري متعارف عليه، فمنذ اختراعها وهي تمسك في أيدي القراء كنوع من الهواية فضلاً على المعرفة، و كذلك لأنها تستطيع استهداف فئة معينة من الجماهير، على سبيل المثال توجيه المجلة لفئة الشباب الثانوي.
- احتمال الوجهين، ونقصد هنا باحتمال الوجهين أن المجلات المحكمة يمتلك بعضها الخاصية الورقية بأن تكون المجلة مطبوعة ورقياً، و كذلك الخاصية الإلكترونية بأن تكون المجلة لها موقع إلكتروني.
- هناك ترتيب واستراتيجيات عالمية يتم فيها الحكم على جودة المجلة، ومنها تصنيف سكوبس، و كذلك تصنيف isi وغيرها من التصنيفات العالمية المعتمدة.
- من الأهمية المنبثقة للمجلات المحكمة أصبحت الترقيات الأكاديمية العليا تعتمد في معظمها على النشر العلمي في هذه المجلات.
- تعتبر التكلفة المادية للمجلات قليلة مقارنة بالتكاليف المادية الأخرى في الوسائل البحثية الأخرى.
- الأبحاث المركونة في المكتبات يكون الوصول إليها بحاجة إلى دافع قوي من قبل القراء، نقصد بهذا أن الفرد يجد صعوبة في الذهاب للمكتبة والبحث في الرفوف ليجد ما يريد قراءته، ولكن المجلات المحكمة سهلة الوصول وسهلة القراءة أيضاً.
عملية المفاضلة بين المجلات:
اختيار المجلات يأتي بناءاً على المفاضلة بينها، فعملية النشر العلمي للأبحاث لابد أن تكون على مجلة مناسبة ذات كفاءة عالية، ومن أهم أساسيات عملية المفاضلة بين المجلات ما يلي:
- سياسات المجلات تحكم مدى مناسبتها لتقديم الأبحاث إليها، على سبيل المثال كان هناك مجلتين الأولى تأتي سياستها بعملية قبول البحث ذو الصيغة الأدبية والمجلة الأخرى لا تقبل في سياستها أن تتجاوز الصيغة الأدبية نسبة ال30%، فهنا تأتي عملية المفاضلة لصالح المجلة الأولى.
- الجمهور الذي تستهدفه المجلة يعتبر من أساسيات عملية اختيار المجلة.
- لجنة التحكيم في المجلة غالباً ما تكون غير معروفة من قبل الباحثين، ولكن إذا أتيحت الفرصة للتعرف عليها فلابد للباحث أن يختار المجلة ذات المحكمين الأكفاء.
- التخصص العام في المجلة، يُفضل أن يقوم الباحث بعملية اختيار المجلة المتخصصة في مجال معين من المجالات المعرفية، على سبيل المثال كانت المجلة الأولى متخصصة بالشأن التكنولوجي والمجلة الثانية تفرد فصلاً واحداً فقط للشأن التكنولوجي، والباحث لديه مادة عن التكنولوجيا فهنا يُفضل اختيار المجلة الأولى.
- بعض المجلات تقوم بعملية تقديم امتيازات خاصة للباحثين، مثل إشراك المضامين في مؤتمرات دولية أو وضعها في مدونات إلكترونية.
- لابد أن يختار الباحث المجلة التي يكون نطاق انتشارها واسع. فالمجلة المحصورة المساحة لا تحقق أهداف الباحث مقارنة مع المجلة واسعة الانتشار.
- بعض المجلات يتم الاعتماد عليها بكثرة كمصادر للمراجع المعرفية من قبل الباحثين، وهذه المجلات هي الأفضل لعملية الاختيار.
فيديو: كيف تنشر بحثا في مجلة محكمة خطوة بخطوة.