د. بشرى عثمان الشيخ أبَّشَر.
ملخص البحث:
تتناول هذه الدراسة اختبارات مهارة الكلام ومدى إمكانية تعبيرها عن مستويات الدارسين الناطقين بغير اللغة العربية، إذ إنَّ الحكم على مهارة الكلام، أو التحدث، بمعايير موضوعية مضبوطة، يّعَدُّ من أصعب الأمور في مجال الاختبارات والقياس، ذلك لأن عملية الكلام أو التحدث نفسها عملية معقدة تمر بعدة عمليات ذهنية وعقلية متلاحقة قبل أن يصل صوت المتحدث إلى المستمع، وذلك عندما يحرك المتكلم أعضاء النطق لديه كي يُخرج الأصوات التي يعبر بها عمّا يريد.
ومما لا شك فيه أن هناك صعوبة في إجراء اختبارات مهارة الكلام وفي تقييم أداء الدارسين في هذه المهارة، حيث إنها تتطلب في العادة اختبارات فردية مما يستغرق وقتا طويلا، كما أن درجة الاختبار غالبا ما تكون قريبة من الذاتية بعيدة عن الموضوعية بسبب كثرة العوامل التي تُراعَى عند تقويم أداء الدارسين في هذه المهارة مثل: النطق، والمفردات، والصحة النحوية، والوضوح والطلاقة، إضافة إلى أن نتائج اختبارات مهارة الكلام كثيرا ما تتأثر بعوامل مثل: الخجل، أو الخوف، أو القلق الذي يعتري المتعلم أثناء أداء الاختبار الشفوي.
هدفت هذه الدراسة إلى تحديد أهم أهداف تعليم مهارة الكلام بغرض ربط أساليب اختبارات الكلام بتلك الأهداف، ومن ثّمَّ تم حصر أهم عيوب هذه الاختبارات من أجل تحسينها وتلافي عيوبها لتودي دورها في التعبير عن مستويات الدارسين.
وتمثلت أداة الدراسة في استبيان تم إعداده من خلال الأدبيات التي لها علاقة بموضوع الدراسة، ومن المصادر والمراجع ذات الصلة، إضافة إلى خبرة الباحث في المجال، وقد تم التحقق من صدق محتوى الأداة بعرضها على عدد من المختصين في المجال، وبعد الأخذ بآرائهم تم وضع الاستبانة في صورتها النهائية وقد تضمنت أربعة محاور، تمت الإجابة عن بنود كل محور فيها من قِبَل أفراد العينة المختصين في المجال باختيار ما يرونه مناسبا من خيارات كل بند، ثم تم تحليل الأداة للتوصل إلى النتائج المرجوة من الدراسة.