يشير مفهوم الإدارة الإستراتيجية إلى صياغة الإستراتيجيات التنظيمية وتنفيذها وتقييمها لغايات استغلال الفرص المتاحة للتطوير والتغيير لرسم مستقبل أفضل للمنظمة، في حين أنّ مفهوم الحوكمة يُشير إلى توفير أنظمة وتعليمات لإدارة العلاقات بين الأطراف الأساسية التي تؤثّر في الأداء العام، كما تشمل مقوّمات أساسية لرفد مؤسسات القطاع العام على المدى البعيد وتحديد المسؤوليات والمسؤولين لتحقيق الأهداف المرجوّة بكفاءة وفاعلية، وقد هدفت الدراسة إلى تحليل واستعراض ومراجعة الأدب النظري والدراسات السابقة التي ناقشت مفهوم الإدارة الاستراتيجة، التخطيط الإستراتيجي والحوكمة في القطاع العام وما لها من أهمية كأداوات في تحقيق التنمية المستدامة والتطور للمنظمات والدول، وقد أظهرت الدراسة من خلال تحليل الأدب النظري أنّ الإدارة الإستراتيجية في الحكومة يمكن أن تنجح بشرط دمجها بشكل صحيح في أنظمة الإدارة حيث تساهم بشكل كبير وفعّال في تعزيز المشاركة الايجابية بين جميع القطاعات في وضع الأهداف والخطط وآليات تنفيذها، كما أنّ الدمج بين الإدارة الاستراتيجة الفعّالة والحوكمة يمكن أن تحقق تعزيز وتمكين العاملين ونشر ثقافة العمل المشترك، وزيادة مستويات الرقابة الداخلية والخارجية من خلال تطبيق القوانين والأنظمة بعدالة وشفافية، وتحقيق التوجهات المستقبلية للتطوير والإزدهار لبلوغ مصاف الدول المتقدّمة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وتقنيا.