مجلات معامل تأثير علمية نشر محكمة معامل التأثير المجلات العلمية مواقع الكترونية الاقتباسات الاستشهادات مصنفة

كيفية معرفة معامل التأثير للمجلات العلمية

المجلات العلمية المحكمة في حد ذاتها هي ميدان واسع من ميدان المعرفة، فالمجلات العلمية المحكمة هي وسيلة لنشر البحوث من جهة، و كذلك هناك بحوث ودراسات تجري على المجلات العلمية المحكمة ذاتها، ومنذ اعتماد المجلات العلمية المحكمة كوسيط لنشر الأبحاث والمضامين المعرفية المتنوعة، أصبح العلماء يضعون ضوابط ومحددات لهذه المجلات، ومن أهم ما توصل إليه العلماء هو معامل التأثير الخاص بالمجلات العلمية المحكمة.

ولعلنا نرى في أحكام الجامعات على عملية نشر الأبحاث في المجلات العلمية المحكمة تدوين الجامعة لبند (معامل التأثير) لنيل الاستحقاق الأكاديمي. وفي هذا السياق نجد أن كثيراً من جمهور الباحثين ينقصهم المعرفة الحقيقية حول معامل تأثير المجلات العلمية المحكمة وماهيته و كذلك كيفية معرفته. وفي هذا المقال سنتوقف على جوانب متعلقة بمعامل التأثير للمجلات العلمية المحكمة…. .


التاريخ والتعريف لمعامل تأثير المجلات العلمية المحكمة:

من الصعب أن يبدأ الباحث بمعرفة طريقة قياس معامل تأثير المجلات العلمية المحكمة قبل أن يجد نفسه وقد كوّن خلفية تاريخية حول هذا المعيار وعلم هذا الباحث التعريف الكامل له، ونبدأ بسرد النبذة التاريخية كالتالي:

  1. قام العالم (يوجين جارفليد) بابتكار معامل تأثير المجلات العلمية المحكمة. وظهرت أول فهرسة مصنفة للمجلات عام 1960م في معهد يوجين جارفليد للمعلومات.
  2. وضع يوجين جارفليد القاعدة التي ينبني عليها معامل تأثير المجلات العلمية المحكمة لنشر البحوث. وهي عدد مرات الاقتباس والأخذ للمعلومات من المجلات ووضعها في مضامين وأبحاث أخرى.
  3. تطور هذا المعيار وأصبح حكماً أساسياً يتم الاعتماد عليه في معرفة مدى كفاءة وجودة المجلات العلمية المحكمة لنشر البحوث.
  4. مع تطور قواعد بيانات المجلات ونشرها التعريفات الخاصة بالمجلات العلمية المحكمة، أصبح معامل التأثير في متناول جمهور الباحثين.

كما ويتم تعريف معامل تأثير المجلات العلمية المحكمة بأنه: معيار يتم من خلاله معرفة مدى اعتماد جمهور الباحثين والكتاب على ما يتم نشره من مضامين في المجلات العلمية المحكمة.

وبصيغة أخرى يمكن القول: هي عبارة عن نسبة رقمية تشير إلى أهمية المجلات العلمية المحكمة ومدى الاقتباس منها.


كيف تعرف معامل التأثير في المجلات العلمية المحكمة؟

بعد أن عرفنا الخلفية التاريخية لمعامل تأثير المجلات العلمية المحكمة المتخصصة بنشر المضامين المعرفية، نأتي لمعرفة كيفية معرفتها، وقبل أن نبدأ في طرح الطريقة التي يتم من خلالها استكشاف هذا المعيار المجلات العلمية المحكمة، لابد أن تعرف أن هذه الطريقة مبنية على أساس قاعدة حسابية، سيتضح لك الأمر في سياق النقاط المتسلسلة التالية:

  1. يتم معرفة عدد الاقتباسات والاستشهادات التي تم أخذها من المحتوى الذي تم نشره على المجلات العلمية المحكمة في غضون مدة زمنية مثل السنة والسنتين… وهكذا، وذلك من خلال برامج فحص متخصصة.
  2. يتم استكشاف معامل تأثير المجلات العلمية المحكمة من خلال القاعدة الحسابية التالية: (مجموع عدد الاقتباسات التي تم أخذها من المضامين التي نشرت على المجلة في فترة معينة لا تقل عن سنة ÷ عدد كافة المضامين التي تم نشرها على المجلة في غضون نفس الفترة).
  3. وبهذا يظهر معامل تأثير المجلات العلمية المحكمة لنشر المضامين في رقم واحد. يكون هذا الرقم هو المعبر الشامل عن هذا المعيار. و كذلك كلما كان هذا الرقم أكبر كلما كانت جودة المجلات المتخصصة بالنشر المعرفي أعلى.

معايير وملاحظات لابد أن تعرفها في حساب معامل تأثير المجلات العلمية المحكمة:

تنضبط عملية معرفة معامل تأثير  المجلات العلمية المحكمة بعدة أحكام لابد من توافرها. وهذه الأحكام نوردها على شكل ملاحظات في النقاط التالية:

  1. لا تتم عملية حساب لهذا المعيار إلا بعد مرور سنتين على الأقل من صدورها، ولابد أن تكون المجلات في خلال هاتين السنتين نشطة النشر للمضامين وغير متوقفة عن النشر.
  2. يلزم تسجيل المجلات المتخصصة بنشر المضامين المعرفية في إحدى الفهارس الإلكترونية، على سبيل المثال تسجيل المجلات العلمية المحكمة في سكوبس.
  3. التخصص العام الذي تنشره المجلة يعتبر شيء أساسي في عملية حساب معامل تأثير المجلات العلمية المحكمة، والتخصص هو نفسه المجال، على سبيل المثال المجلات المتخصصة بنشر المضامين القانونية أو نشر المضامين الطبية أو نشر المضامين التربوية… وهكذا.
  4. لابد أن يكون للمجلات مواقع الكترونية خاصة بها ولها ترخيص واعتماد دولي ضمن أنظمة النشر.

عوامل تؤثر في مقياس معامل تأثير المجلات العلمية المحكمة:

ينخفض ويرتفع معامل تأثير المجلات العلمية المحكمة بناءاً على عدة عوامل مؤثرة فيه، وهذه العوامل هي:

  1. مدى انتشار المجلات العلمية المحكمة بين جمهور الباحثين ومعرفتهم بأسماء المجلات وتخصصات النشر فيها.
  2. قيمة الأبحاث والمضامين التي تقوم المجلات بنشرها، فكلما نشرت المجلات مضامين ذات قيمة وجودة. كلما ازدادت عدد الاستشهادات المأخوذة من المجلة وبالتالي ارتفاع معامل التأثير للمجلات.
  3. جودة المضمون وكفاءة التحرير و كذلك أصالة البحوث التي تُنشر عبر المجلات العلمية المحكمة، يؤثر بشكل كبير على معيار التأثير.
  4. للمجلات العلمية المحكمة دورية صدور، وانتظام صدور المجلات وفقاً لدورياتها، يعتبر من الأمور المهمة في قياس التأثير.
  5. خلو المضامين التي تُنشر عبر المجلات من الانتحال والسرقة الفكرية.
  6. هناك توصيات قبول ورفض تعتمدها المواقع المتخصصة في قياس معامل تأثير المجلات. تكون هذه التوصيات مبنية على أساس الفهم لطبيعة المحتوى التي تنشر كل مجلة وجودته المعرفية.
  7. لابد أن تعرف أن هناك عملية تحكيم ينبني عليها إعطاء القيمة لكل مجلة من المجلات النشر العلمي.
  8. لابد أن تكون المجلات مصنفة تصنيفاً رسمياً ضمن أنظمة التصنيف الدولي مثل isi.
  9. كلما كانت المضامين التي يتم نشرها لها توزيع جغرافي كلما كان معيار التأثر له فرصة أعلى في الزيادة.

لماذا يُنصح باختيار مجلات ذات معامل تأثير مرتفع؟

كلما كانت نسبة معامل التأثير للمجلات العلمية المحكمة مرتفع، كلما زاد اقبال الباحثين عليها، لأن المجلة ذات معامل التأثير المرتفع لها مزايا ومعايير جودة خاصة، نوضح بعض هذه المزايا في النقاط التالية:

  1. معامل التأثير للمجلات العلمية المحكمة جاء بناءاً على تصنيف العلماء المتخصصين. وذلك لمواجه بعض العراقيل التي يعاني منها الباحثين في عملية نشر أبحاثهم عبر المجلات. وهذا يعني أن مجلة النشر العلمي ذات المعيار المرتفع هي التي استوفت معايير التصنيف العالمي التي وضعها العلماء.
  2. معامل التأثير في حد ذاته يأتي لتقييم المجلات العلمية المحكمة من نواحي متعددة. ومن أهمها اقبال الباحثين عليها وكفاءة المضامين التي تقوم بنشرها في تخصص معرفي معين.
  3. كلما كان معامل التأثير عالياً في مجلة علمية محكمة. كلما كانت هذه المجلة ذات مصداقية معلوماتية تجعلها مصدر من مصادر المعلومات و كذلك الدراسات السابقة للأبحاث القادمة.
  4. تأخذ المجلة ذات معامل التأثير المرتفع مركزاً متقدماً ضمن التصنيفات العالمية من جهة، و كذلك يتم وضعها في المراكز الأولى على قواعد البيانات المتخصصة بنشر معلومات المجلات العلمية المحكمة.
  5. تنظر الجامعات والمراكز البحثية باهتمام بالغ إلى نسبة معامل التأثير في المجلات. وأحياناً ترفض الجامعات اعطاء درجات أكاديمية على أبحاث تم نشرها في مجلات ذات معامل تأثير ضعيف.
  6. تحافظ المجلة على تقدمها ووجودها وتنافسيتها كلما حافظت على تقدمها في معامل التأثير.
  7. هذا المعيار جعل لدى المجلة نوع من التقييم الذاتي. بالتالي المجلة التي تلاحظ عدم ارتفاع هذا المعيار تسعى للتطوير من نفسها والتحسين من نوعية الأبحاث التي تنشرها.

هل هناك عيوب لمعامل التأثير للمجلات؟

معامل التأثير للمجلات هو معيار من معايير الجودة للمجلات كما أسلفنا في الفقرات السابقة، والحقيقة أن لهذا المعيار بعض المآخذ والعيوب، ولكن رغم وجود  هذه العيوب فلا يمكن الاستغناء عن معامل التأثير كمعيار أساسي لمعرفة جودة المجلات، ومن هذه العيوب:

  1. تظهر مشكلة تباين المجلات بالنسبة لنسبة الاستشهادات، على سبيل المثال المجلة القانونية يكون نسبة الاستشهادات فيها أقل من نسبتها في المجلة الطبية، وبالتالي لا يمكن أن تدخل كافة المجلات في مقارنات متكافئة.
  2. عدد كبير من المجلات يكون ذو جودة ولكن ليس منضم لكلاريفيت وهي القاعدة من قواعد التخصص لفحص معامل التأثير، و كذلك ليست كل المجلات القيمة موجودة على سكوبس.
  3. قد يحصل بعض التحايل من قبل المجلات، بجعل الباحثين يأخذون الاقتباسات والاستشهادات منها ضمن اتفاق سري، وبالتالي هذا المعيار يصبح غير صادق وغير موضوعي في هذه الحالة.
  4. معامل التأثير مقتصر على معرفة عدد الاستشهادات في فترة زمنية محددة تُقدر غالباً بسنتين، ولكن الناظر إلى هذه الاستشهادات يجد أنه يمكن أخذها بعد فترة السنتين.

خلاصة المقال:

من خلال الطرح السابق حول كيفية التعرف على معامل التأثير للمجلات، رأينا أن هذا المعامل يعتبر معيار من معايير جودة المجلات العلمية المحكمة، ويتم حسابه من خلال قسمة عدد الاستشهادات المأخوذة من المجلة على عدد الصفحات التي نشرتها المجلة في غضون فترة زمنية محددة، ولهذا المعيار العديد من الفوائد التي تعود على المجلة وعملية النشر فيها، و كذلك إلى جانب هذه الفوائد هناك عيوب ولكن الفوائد أكثر بكثير من العيوب، لذلك يتم الاعتماد على هذا المعيار بشكل أساسي في الحكم على المجلة ونشر المضامين فيها.


فيديو: معامل التأثير Impact factor 

 


مقالات ذات صلة

نداء للسادة الباحثين لطلب نشر الأبحاث في المجلة العلمية.

-->