عملية النشر في المجلات العلمية المحكمة، تتطلب فن وذكاء ومهارة، فنشر عن نشر يختلف، وبعبارة أخرى مجلات عن مجلات تختلف. فالمجلات العلمية المحكمة لها تصنيف خاص بها على سُلم الجودة والكفاءة. ومن أبرز التصنيفات التي تجعل هذه المجلات ذات جودة وكفاءة عالية، هي المجلات المصنفة. فما هي المجلات العلمية المحكمة المصنفة؟، هذا ما ستعرفه وأمور أخرى حول المجلات العلمية المحكمة المصنفة….. .
المجلات المصنفة هي مجلات علمية محكمة أضيفت لها ميزة من مميزات عملية النشر ذات الكفاءة، هذه الميزة هي التصنيف، ولكن، ما التصنيف؟ وأين يكون هذا التصنيف؟.
لتعرف المصطلح الكامل ل(المجلات العلمية المحكمة المصنفة) سنقوم بداية بتعريف المجلات العلمية المحكمة العادية، ومن ثم ننتقل لتعريف ميزة التصنيف التي تحدد المجلات المصنفة.
فالمجلات العلمية المحكمة هي تلك المجلات التي يتم عبرها عرض المضامين المعرفية، بعد اجتياز عملية تحكيم متكاملة، وهي كيان له سياساته الخاصة ودورية الصدور و كذلك الوسط المادي الورقي أو الإلكتروني.
نأتي لنعرف المجلات المصنفة والتي هي: مجلات تم تقييمها من خلال نظام تقييم عالمي محدد، وتم إعطاءها مكانة على هذا النظام، ويأتي هذا التصنيف وفقاً لعدة عوامل تأثيرية وفق جودة المجلات، كما وتأتي أنظمة التصنيف على شكل قواعد بيانات، سنأتي للتعرف عليها في فقرة لاحقة في هذا المقال.
وبعد أن قمنا بعملية تعريف المجلات العلمية المحكمة و كذلك المجلات المصنفة، يمكن أن نصل إلى تعريف يجمع بينهما وهو: هي المجلات العلمية المحكمة التي لها كيانها التحريري والسياسي والتحكيمي الخاص، ولها تصنيف على إحدى أنظمة عملية تصنيف المجلات العالمية المتمثلة بقواعد بيانات خاصة.
ليست كل المجلات العلمية المحكمة تعتبر مصنفة، بل المجلات العلمية المحكمة المصنفة لها خصوصية تُعرف بها، ولهذا تأكد من كون المجلة العلمية المحكمة مصنفة قبل أن تقوم بعملية النشر عليها، ومن أهم المحددات التي يمكنك من خلالها معرفة المجلات العلمية المحكمة المصنفة هي:
- قواعد البيانات (سكوبس وISI وغيرها) وما توفره من تعريفات بالمجلات، و كذلك تضع قواعد البيانات مرتبة لعلى التصنيف لكل مجلة، فالتصنيف على قواعد البيانات يأخذ شكل المنافسة بين المجلات العلمية المحكمة.
- المجلات العلمية المحكمة المصنفة تكون عملية عرض المضامين فيها ذات بُعد احترافي، ولهذا يكون الاعتماد على المجلات المصنفة في أخذ المراجع منها كبيراً، أو بمعنى آخر يكون معامل التأثير للمجلات العلمية المحكمة المصنفة عالياً.
- تتميز المجلات العلمية المحكمة المصنفة بأن عملية النشر عليها، لها صبغة تعاقدية خاصة.
- الوصول إلى المجلات ات التصنيف يكون من خلال معلوماتها الخاصة بالتواصل على قواعد البيانات.
- تكون المجلات العلمية المحكمة وذات التصنيف غالباً تابعة للجامعات ومعترف بها من عدة جامعات عالمية.
لا يمكن أن تقول مجلات علمية محكمة ذات التصنيف، من غير أن تقول قواعد بيانات النشر، فقواعد بيانات النشر هي الإطار الأساسي والوجه الرئيسي للمجلات العلمية المحكمة وذات التصنيف، والنقاط التالية توضح هذا الترابط بين قواعد بيانات النشر والمجلات العلمية المحكمة والمصنفة:
- قواعد بيانات النشر هي التي تُخبر بالدرجة الأولى ما إذا كانت المجلات مصنفة أم لا.
- المفهوم الأساسي للمجلات المصنفة هي أن لها اسم ومركز على قواعد بيانات النشر لاسيما ISI.
- معامل التأثير وجودة التحكيم تقوم قواعد بيانات النشر بعملية ابرازها وتحديدها. وبالتالي تكون قواعد بيانات النشر قد شاركت بشكل فعال في عملية تصنيف المجلات.
- ليس المهم أن تكون للمجلة اسم على قواعد بيانات النشر، بل الأهم أن يكون للمجلة مركز متقدم على قواعد البيانات هذه، بالتالي قواعد البيانات تجعل هناك نوع من التنافس الجاد والمرغوب فيه حتى بين المجلان المصنفة.
عملية تصنيف المجلات يأتي معرفتها على قواعد بيانات النشر، أو بعبارة أخرى قواعد بيانات النشر هي من تقوم بتصنيف المجلات، وأهم قواعد بيانات النشر التي تعنى بهذه المهمة هي:
- قاعدة سكوبس: وهي القاعدة الأهم والأكبر على المستوى العالمي، حيث يوجد عليها الملايين من أسماء وتخصصات ومضامين المجلات، وتقوم قاعدة بيانات سكوبس بالتعريف بالمجلات المصنفة وإفراد مساحة خاصة لها ببيان معلوماتها ومركزها ومعامل تأثيرها.
- قاعدة ISI: وهي النظام الأساسي لعملية تصنيف المجلات العلمية المحكمة، حيث يتكون هذا النظام من عدة معايير يتم على أساسها الحكم على المجلة هل تدخل في التصنيف أم لا، و كذلك المركز التصنيفي الذي تستحقه المجلة، ومن أهم هذه المعايير هو معامل تأثير المجلة العلمية المحكمة وجمهورها وعدد زوارها على موقعها الإلكتروني.
- Thomson Routers: تأتي هذا القاعدة من بين قواعد بيانات النشر، بإطارها وتصميمها السهل، وتهتم بالشكل والمضمون، ولكن تعتبر أضعف من القواعد سالفة الذكر (سكوبس، ISI)، وتعتمد هذه القاعدة على معامل التأثير وآراء اللجان المختصة.
بعد الطرح السابق الذي تعرفنا فيه على تعريف المجلات العلمية المحكمة المصنفة، و كذلك أوجه معرفة المجلات العلمية المحكمة المصنفة، وقواعد بيانات النشر وما إلى ذلك من أمور، نقف الآن على المهارات التي تلزمك لتقوم بعملية العرض على مجلة علمية محكمة مصنفة، حيث أن هذه المهارات كثيرة ومتعددة، ولكن من أهمها:
- يلزمك أولاً المعرفة بكيفية الدخول واستخدام قواعد بيانات النشر. حيث أن قواعد بيانات النشر هي الإطار العام الذي يتم من خلاله معرفة المجلات العلمية المحكمة المصنفة كما ذكرنا سابقاً.
- لابد أن تمتلك مهارة المراسلة، لأن المجلة العلمية المحكمة والمصنفة تستقبل المضامين عن طريق البريد الإلكتروني. وهذا يلزمه مهارة في صياغة رسالة البريد الإلكتروني المرسلة للمجلة.
- قواعد بيانات النشر ليست فقط مجرد وسيلة عرض للمجلات العلمية المحكمة المصنفة. بل لابد أن يكون لديك مهارة معرفة الترتيب على قواعد بيانات النشر، فلكل مجلة ترتيبها الخاص بها. ولهذا سمي تصنيفاً أي بمعنى الفرز والترتيب.
- هناك أمر بديهي بالنسبة لهذه المهارات، وهي المهارات المتعلقة بالمضمون الذي تريد نشره. على سبيل المثال الأبحاث لها قالب خاص بها لابد لك من اتقانه. و كذلك القدرة اللغوية وخلو المادة من أي أخطاء لغوية.
يعتبر معامل التأثير من المعايير الداخلة في عملية تصنيف المجلات العلمية المحكمة. حيث يتم إعطاء المجلة ترتيبها وفقاً لعدة محددات من أهمها معامل التأثير، والنقاط التالية شارحة لهذا المقصد:
- قواعد بيانات النشر تعتمد على معامل التأثير بشكل أساسي في التصنيف. وكما يظهر أن قواعد بيانات النشر تضع معامل التأثير في زاوية جودة المجلة العلمية المحكمة.
- معامل التأثير هو الذي يحدد نسبة الاقتباس والاعتماد على مضمون المجلة العلمية المحكمة. وبالتالي يعطي للجنة التحكيم أبعاداً تحكيمية متعددة. من أهمها الحكم على المجلة بأن لها جمهور كبير أم لا.
- في تصنيف المجلات العلمية المحكمة على قواعد بيانات النشر. يتم التأخير والتقديم للمجلة على سُلم التصنيف بدرجة كبيرة وفقاً لمعامل التأثير.
تعكس المجلات العلمية المحكمة التي لها تصنيف على قواعد بيانات النشر العديد من المزايا، ومن أهم هذه المزايا:
- المجلة المصنفة على قواعد بيانات النشر تأخذ صبغة الجودة كما هو متعارف بين جمهور الباحثين.
- تصنيف المجلة العلمية المحكمة على قواعد بيانات النشر يعطيها فرصة في زيادة عدد متابعيها وجمهورها.
- الكثير من المجلات العلمية المحكمة التي لها تصنيف على قواعد بيانات النشر، يتم التعرف عليها من خلال هذه القواعد وبالتالي تزيد فرصة حصولها على رعاية أو دعم مالي من الحكومات، لأن عملية النشر في حد ذاتها تأخذ طابع التنافس بين الدول، وكل دولة من دول العالم تطمح بأن تكون هي الأولى في عرض المضامين المعرفية.
- تتميز الجلات العلمية المحكمة ذات التصنيف المتقدم على قواعد بيانات النشر. بأنها قوية المحتوى ويمكن زيادة الاعتماد عليها في أخذها كمراجع بحثية.
- الباحث الذي ينشر بحثه على المجلات المصنفة على قواعد البيانات، تكون له فرصة حقيقية في بروز اسمه كباحث متميز. لأن المضامين المنشورة على هذه المجلات تعتبر قوية من ناحية الإعداد وقوتها هي قوة للباحث المعدّ لها.
في هذه الخاتمة يأتي التأكيد على مدى أهمية تعلم مهارات نشر الأبحاث على المجلات المصنفة، وذلك لما لهذه المجلات من مزايا وفوائد متعددة تعود على المجال المعرفي بشكل عام وعلى الباحث نفسه بشكل خاص، كما ونؤكد أن الإطار الأساسي للمجلات المصنفة هي قواعد البيانات التي نرى ضرورة تعلم كيفية استخدامها والبحث داخلها عن المجلات المختلفة.
فيديو: الورشة التدريبيه مهارات النشر في المجلات المصنفة في ISI